الجمعة 20 Sep / September 2024

المناورات تتوسع والتوتر يتفاقم.. الكرملين: محادثات برلين لم تفضِ إلى نتيجة

المناورات تتوسع والتوتر يتفاقم.. الكرملين: محادثات برلين لم تفضِ إلى نتيجة

شارك القصة

متابعة "العربي" عبر شبكة مراسليه لآخر التطورات في كييف وموسكو ودونباس في ضوء الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
فيما تتواصل المناورات العسكرية، لم تفضِ المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين سعيًا إلى إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، إلى "أي نتيجة".

أعلن الكرملين اليوم الجمعة أن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين أمس الخميس سعيًا إلى إيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفضِ إلى "أي نتيجة".

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "شهدنا جميعنا على أن اجتماع المستشارين السياسيين بصيغة النورماندي لم يؤدِ إلى أي نتائج أمس".

وأشار إلى "عدم قدرة" الدبلوماسيين على قراءة "النص نفسه بالطريقة نفسها"، أي اتفاق مينسك للسلام الموقع عام 2015 والهادف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، الذي أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ اندلاعه قبل ثماني سنوات، بحسب الأمم المتحدة.

وأضاف: "للأسف، فإن الجانب الأوكراني يفعل كل ما في وسعه لعدم الوفاء بالتزاماته المحددة" في هذا الاتفاق.

تسع ساعات ونصف الساعة

وعقد ممثلو الدول الأربع، الذين يجتمعون منذ عام 2014 في ما يسمى بصيغة محادثات النورماندي المكرّسة لعملية السلام في شرق أوكرانيا، محادثات في برلين استمرت تسع ساعات ونصف ساعة الخميس.

وجاءت هذه المباحثات فيما تُتَّهم روسيا التي حشدت قواتها على حدود أوكرانيا، بالتحضير لغزو جارتها، وهي اتهامات تنفيها موسكو التي تقول إنها تريد ضمان أمنها في مواجهة عداء كييف وحلف شمال الاطلسي.

من جانبه، قال المفاوض الأوكراني أندريه ييرماك، رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، خلال مؤتمر صحافي عُقد ليل الخميس الجمعة: "لم نتمكن من الاتفاق على وثيقة مشتركة".

لكنه أضاف: "سنواصل العمل"، مؤكدًا أن "الجميع مصمم على الحصول على نتيجة". ولفت إلى أن "الجميع اليوم عبّروا عن التزامهم التام بوقف إطلاق النار بغض النظر عن الظروف".

وبعد توقفها أشهرًا، أُعيد إطلاق هذه المناقشات باجتماع في باريس نهاية يناير/ كانون الثاني، بوصفها جزءًا من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد في أوكرانيا. وبحسب ألمانيا، من المفترض عقد اجتماع جديد في مارس/ آذار.

أميركا: الغزو قد يبدأ في أي وقت

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن قوات روسية جديدة تواصل تدفقها على الحدود الأوكرانية، لافتًا إلى أن غزو أوكرانيا قد يبدأ في أي وقت بما في ذلك خلال دورة الألعاب الشتوية التي تجري حاليًا في بكين.

أضاف: "لذلك نواصل تخفيض عمل سفاراتنا في كييف، وطلبنا من الأميركيين المغادرة فورًا".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد دعا مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فورًا، وأكد أن الأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة، على حد تعبيره. 

وحذر بايدن في مقابلة مع شبكة "إن. بي. سي نيوز" من صراع كبير محتمل مع موسكو، في حال اشتباك القوات الأميركية والروسية رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة في الأسابيع الأخيرة.

بدوره، زار وزير الدفاع البريطاني موسكو اليوم لإجراء محادثات بشأن تخفيف التوترات وسط مناورات حربية روسية ضخمة بالقرب من أوكرانيا. 

وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اللقاء الذي جمعه بنظيرته البريطانية إليزابيث تراس بحوار الطرشان، مؤكدًا أن بلاده لا تهدد أحدًا، بل هي من تتعرض للتهديد.

وكانت تراس قد أطلقت تحذيرًا وتذكيرًا بالعواقب والعقوبات التي ستواجهها روسيا إن غزت أوكرانيا.

مناورات في شبه جزيرة القرم

ويلفت مراسل "العربي" من موسكو محمد حسن، إلى أن لقاءات وزارة الدفاع الروسية عادة ما تكون مغلقة، مشيرًا إلى أن ما يُمكن معرفته عن لقاء وزيرَي الدفاع الروسي والبريطاني أقل بكثير مما عُرف من لقاء وزيرَي خارجية البلدين.

وفيما يتوقف عند تصريح المتحدث باسم الكرملين حول عدم توصل مستشاري رؤساء دول أعضاء النورمندي إلى أي نتيجة وعدم التوقيع على بيان لهذا اللقاء، يقول: "نقطة الخلاف التي عرفناها هي أن الطرف الأوكراني لا يريد أن يقتبس من اتفاقات مينسك السطر، الذي ينص على جلوس ممثلي الدونباس على طاولة المفاوضات، ومفاوضة السلطات الرسمية في كييف أثناء لقاء مجموعة النورمندي".

غير أنه يرى أن اتفاق المجموعة على لقاء آخر في الثاني من مارس، يعني أن "الباب لم يُغلق أمام مجموعة الاتصال لمحاولة أخرى للتوصل إلى عقد قمة على مستوى الرؤساء".

ويؤكد أن النشاط الحربي متصاعد، كاشفًا أنه تم الإعلان عن مناورات أخرى في شبه جزيرة القرم.

أوكرانيا تفضل الخطاب الدبلوماسي

من ناحيته، ينفي مراسل "العربي" من كييف شوقي أمين وجود أي مظاهر عسكرية في العاصمة الأوكرانية، متحدثًا عن حياة هادئة في المكان بعيدًا عن التهويل الإعلامي والعسكري الموجود على الجانب الآخر من البلاد.

ويردف بأن "الأسلحة التي جاءت إلى أوكرانيا وقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا تباعًا ليست حديث الإعلام هنا، ولا تعليقات عليها حتى على المستوى الرسمي".

ويضيف: "ربما هناك تباين في الخطاب بين الخطابَين الأميركي والأوكراني"، شارحًا أن الرئاسة الأوكرانية تفضل الخطاب الدبلوماسي السلس.

ويوضح أن أوكرانيا "تحدثت عن انفراجة حتى هذه اللحظة، ولم تقل إن الباب بات مسدودًا في المفاوضات، في إشارة ضمنية إلى العودة إلى كل الاتفاقيات، لا سيما اتفاقية نورماندي الرباعية واتفاقية مينسك وذلك أيضًا بتفعيل المفاوضات مع الجانب الروسي".

"برميل بارود" 

بدوره، يقول مراسل "العربي" من دونباس صابر أيوب: إن الإقليم الناطق بالروسية حذر كما هو معروف، ولا سيما في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة الأوكرانية على الأقل.

ويردف: "أما في الجانب الآخر من خط وقف إطلاق النار، فإن الموقف واضح تمامًا، وهو رفض التوجه الجديد الذي تريده أوكرانيا لنفسها: الانضمام إلى الكتلة الغربية".

ويلفت إلى أن روسيا تقوم في الجهة الأخرى بتوزيع جوازات السفر على المواطنين الأوكرانيين، والكثير منهم في الأصل من قوميات روسية". ويعتبر أن حوض دونباس الآن "برميل بارود مع تصاعد التصريحات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close