خسرت شركة "وول مارت" الأميركية دعوى قضائية فيدرالية في ويسكونسن، وغُرّمت بدفع مبلغ 125 مليون دولار كتعويض عن صرف موظفة تُعاني من متلازمة داون بطريقة تعسفية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن محامي المدعية، قولهم: إن مارلو سبايث عملت لمدة 16 عامًا تقريبًا مساعدة مبيعات في وول مارت في مانيتووك بولاية ويسكونسن عام 1999، حيث كانت تقوم بطيّ المناشف وتنظيف الممرات ومعالجة المرتجعات، وتلقّت عدة زيادات في الأجر وحصلت على مراجعات أداء إيجابية.
ووفقًا للدعوى القضائية التي رفعتها لجنة تكافؤ فرص العمل، فقد طُردت سبايث عام 2015 بسبب التغيب المفرط.
تغيير ساعات العمل
وفي التفاصيل، تغيّرت ساعات عمل سبايث فجأة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، عندما أنشأت "وول مارت" نظام جدولة محوسب، يعتمد على حركة العملاء، وتمّ تصميمه لضمان عمل عدد كاف من الأشخاص عندما يكون المتجر أكثر ازدحامًا.
ووفقًا لجدول ساعات العمل الجديد، كان على سبايث العمل من الساعة الواحدة بعد الظهر حتى الساعة 5:30 مساء، بدلًا من جدولها السابق حتى الرابعة مساء.
وبسبب معاناتها من متلازمة داون واعتيادها على الروتين، شكّل التغيير المفاجئ في وقت العمل "صعوبة كبيرة لمارلو"، وفقًا للمحامين، الذين أشاروا إلى أنها طلبت مرارًا وتكرارًا استعادة جدول ساعات عملها القديم.
ووفقًا لسجلات المحكمة، قالت أختها وولية أمرها إيمي جو ستيفنسون: إن مارلو "لم تستطع التأقلم مع جدول عملها الجديد، وأبلغت مديرها أنها تخشى أن تفوتها الحافلة، كما أنها تخشى أن تفوّت موعد العشاء، لأنها إذا لم تتناول العشاء في نفس الوقت كل ليلة، فسوف تمرض".
تأديب ثمّ طرد
لكن الشركة رفضت إعادة سبايث إلى جدول عملها القديم في المتجر، الذي يفتح على مدار 24 ساعة في اليوم، ويعمل فيه أكثر من 300 موظف. وقال محاموها: إن "وول مارت" اتخذت بعد ذلك إجراء تأديبيًا ضدها مرتين بتهمة التغيب والتأخير.
وفي 10 يوليو/ تموز 2015، طردت "وول مارت" سبايث بسبب التغيّب المفرط عن العمل. وبعدها التقت سبايث ووالدتها وشقيقتها بمديري "وول مارت"، وطلبوا إعادة توظيفها والسماح لها بالعودة إلى جدول العمل القديم، لكن "وول مارت" رفضت إعادة توظيفها.
انتهاك قانون الأميركيين ذوي الإعاقة
لكن هيئة محلفين في المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الشرقية من ويسكونسن، حكمت الخميس الماضي بأن "وول مارت" انتهكت قانون الأميركيين ذوي الإعاقة، الذي يحظر التمييز على أساس الإعاقة، ومنحت سبايث 125 مليون دولار تعويضات عقابية، و150 ألف دولار تعويضات عن الخسائر والأضرار.
وقالت "وول مارت": إن الحكم سينخفض إلى 300 ألف دولار، وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب قانون فيدرالي للتعويضات.