أكدت وزارة الخارجية الإيرانية صباح اليوم الأحد، أن طهران لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها "المشروعة"، ضد أي أعمال عسكرية عدوانية تستهدفها.
فالوزارة التي جددت في بيان تمسكها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، أكدت في الوقت عينه "عزمها على الدفاع بشكل حاسم عن سيادتها ووحدة أراضيها ومصالحها الوطنية ضد أي أمر غير قانوني في استخدام القوة والعدوان"، وفق ما نقلته وكالة "مهر" شبه الرسمية.
وقد جاء الموقف الإيراني وسط هجوم أطلقته طهران ليل السبت الأحد ضد تل أبيب، بعد حوالي أسبوعين على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.
الكابينت يفوض نتنياهو
أما في إسرائيل، فقد فوّض الكابينت الأمني والسياسي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بيني غانتس باتخاذ قرارات الرد على الهجوم الإيراني.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قد نقلت أن قرار التفويض صدر عقب عقد الكابينت اجتماعه في منطقة محصنة بوزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، بالتزامن مع بدء الرد الإيراني مساء السبت.
وكان نتنياهو قد ترأس اجتماعًا لحكومة الحرب قبل اجتماع الكابينت، الذي يضم عددًا أكبر من الوزراء، وفق المصدر ذاته.
كما نقلت هيئة البث عن مسؤول كبير لم تسمّه أن إسرائيل سترد "بقوة على إطلاق الصواريخ من إيران"، فيما طلبت تل أبيب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإدانة إيران وإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة "إرهابية".
ومساء السبت، شنّ الحرس الثوري الإيراني عملية جوية بالطائرات المسيّرة والصواريخ ضد أهداف في إسرائيل، ردًا على استهداف قنصلية طهران في دمشق، فيما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي فجر اليوم، "انتهاء الرد الإيراني".
ووفق الجيش الإسرائيلي كانت حصيلة الهجوم الإيراني، 170 مسيّرة وأكثر من 100 صاروخ أطلق من إيران باتجاه الأراضي المحتلة.
إيران جاهزة "للرد الإسرائيلي"
ومن طهران، نقل مراسل "العربي" حسام دياب تصريحات لمسؤولين عسكريين إيرانيين لوسائل إعلام محلية، أكّدوا فيها الجهوزية التامة لـ"منظومة مقرّ خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي الإيراني.
وأوضح دياب أن ذلك يأتي في إطار التأكيد على ترقب ايران لرد إسرائيلي على ردها الذي نفّذته أمس السبت، بحيث شددت المصادر الأمنية على جهوزية منظومة الدفاع الجوي، والقواعد الجوية في وسط وغرب وجنوب البلاد والتي انطلقت منها بعض الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وفيما يتعلق برسالة ممثلية إيران لدى مجلس الأمن، أكد مراسلنا أن طهران كانت واضحة في توجهها للمجلس حيث وجّهت له تحذيرات بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم القيام بأي "رد أحمق"، والتصعيد العسكري.
أميركا لن تشارك بهجوم على إيران
في السياق عينه، حذّرت الممثلية الإيرانية في مجلس الأمن الجانب الأميركي، حيث نبّهت واشنطن إلى ضرورة عدم التدخل وبأن هذا الأمر محصور بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الولايات المتحدة تعارض الهجوم الإسرائيلي على إيران ولن تشارك فيه، وفق ما كشف إعلام عبري.
فقد نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤول أميركي، أن بايدن قال لنتنياهو في اتصال هاتفي فجر اليوم الأحد إن "الولايات المتحدة تعارض هجومًا إسرائيليًا على إيران ولن تشارك فيه".
وبحسب الموقع: "قال مسؤولون أميركيون إن بايدن وكبار مستشاريه قلقون للغاية من أن الرد الإسرائيلي ضد إيران قد يؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية".
وأضاف المسؤول الأميركي للموقع أن "بايدن قال لنتنياهو إن الجهود الدفاعية المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة تسببت في فشل الهجوم الإيراني.. لقد حققت الفوز اليوم، كونوا راضين عن هذا النصر".