الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

طهران "مستعدة لتنفيذ كل التزاماتها".. وفد الطاقة الذرية يغادر إيران

طهران "مستعدة لتنفيذ كل التزاماتها".. وفد الطاقة الذرية يغادر إيران

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش التصريحات الإيرانية بشأن زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران (الصورة: غيتي)
تبادلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع المسؤولين الإيرانيين وجهات النظر بخصوص التعاون والبرامج المشتركة المستقبلية، إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالضمانات.

غادر مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران اليوم الإثنين، بعد أن أجروا محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حسبما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، دون أن تذكر ما إذا كانوا عالجوا المأزق المتعلق بآثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة.

وأجرى وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة ماسيمو أبارو نائب المدير العام للضمانات محادثات مع مجموعات إيرانية واجتمع مع محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حسب الوكالة الإيرانية.

وأضافت الوكالة أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بخصوص "التعاون والبرامج المشتركة المستقبلية، إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالضمانات".

والأسبوع الماضي، قال إسلامي إنه يأمل أن تساعد الزيارة في حل القضايا العالقة بين الجانبين.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي بأن إيران فشلت في تفسير سبب وجود آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في عدة مواقع غير معلنة والتي قالت الوكالة إنها أثرت على قدرتها على القول ما إذا كان العمل النووي الإيراني جزءًا من مشروع للطاقة السلمية كما تؤكد طهران دائمًا.

ولا تزال هذه القضية تمثل عقبة كؤودًا أمام إحراز تقدم في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى للحد من برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل في مقابل رفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.

طهران "مستعدة لتنفيذ كل التزاماتها"

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده مستعدة لتنفيذ كل التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إذا أعلنت الولايات المتحدة رغبتها في العودة إلى الاتفاق.

وفي كلمة بمناسبة افتتاح منتدى طهران للحوار، أضاف عبد اللهيان أن اتهام الدول الغربية لإيران بمد روسيا بمسيّرات لاستخدامها في أوكرانيا ليس له هدف سوى التشويش.

كما رحب بإقامة تعاون بناء مع دول الجوار خصوصًا الخليجية منها، مؤكدًا استعداد طهران لعقد اجتماع مشترك مع وزراء الدفاع والخارجية للدول الخليجية ودول الجوار.

تصريحات "كلاسيكية"

وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري، أن التصريحات الإيرانية التي جاءت على لسان وزير خارجيتها هي "كلاسيكية"، وعادة ما تبدي طهران استعدادها للتعاون الدولي والبناء، والعودة إلى الاتفاق النووي.

وأوضح في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، أنه لا يمكن أخذ هذه التصريحات على محمل الجد، بمعنى أنها تعبر عن تغير في رغبة الجمهورية الإسلامية لأنها ما زالت تضع شروطًا التي كانت سببًا لإحباط كل محاولات العودة إلى الاتفاق.

وأضاف أن التصريحات الإيرانية ليست جديدة، وهي موقف تقليدي للسياسة الخارجية الإيرانية، التي تريد أن تظهر للعالم بأنها دولة بناءة، وتريد أن تصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية ومع دول مجاورة، في ظل التوتر الشديد مع بعض الدول العربية خاصة الخليجية فيما يتعلق بسلوك إيران الإقليمي.

وأردف البراري أن التصريحات الإيرانية تأتي في سياق شراء الوقت، مشيرًا إلى أن طهران تعرف أن هناك محاولات غربية تحديدًا أوروبية حول فرض عقوبات.

وتابع أن إيران تخشى أن تكون هذه الزيارة من أجل تجميع الأوراق، ومحاصرتها أكثر، لذلك فهي تدعو إلى العودة إلى المفاوضات النووية وتبدي استعدادها للامتثال للاتفاق.

رسائل إيران إلى الخليج

ويرى البراري في الرسائل التي وجهها عبد اللهيان إلى دول الخليج، أنها إيجابية، وتخلق انطباعًا بأن هناك إمكانية إيرانية لكي تستأنف المفاوضات مع السعودية التي توقفت بعد الجولة الخامسة، بسبب اتهام إيران المملكة بأنها تتدخل في شؤونها الداخلية، خاصة عندما اندلعت الاحتجاجات في إيران.

وتشهد إيران تظاهرات اندلعت عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عامًا في 16 سبتمبر/ أيلول، بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق التي اتهمتها بمخالفة قواعد اللباس الصارمة في البلاد التي تفرض خصوصًا على النساء وضع الحجاب.

ولفت أنه نتيجة لذلك امتنعت طهران عن إرسال أي وفد عبر الوساطة العراقية لاستئناف الحوار مع السعودية، مشيرًا إلى أن الموقف تغير الآن لكنه قال إن القرار الإيراني في هو تكتيكي بهدف شراء الوقت لحين تغير الظروف، ولا يعكس تغيرًا جذريًا في السوك الإيراني الإقليمي.

وتستضيف بغداد منذ العام الماضي، مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل/ نيسان الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.

وواصل أن إيران تبحث عن فسحة بعد رغبة الاتحاد الأوروبي وواشنطن في تشديد العقوبات، بعد أن تم اتهمت بتزويد روسيا بطائرات مسيرة وصواريخ في الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن طهران تدافع عن نفسها وتقول إن هذه الاتهامات مجرد تلفيقات.

وأشار البراري إلى أن إيران تشعر بأنها محاصرة، خاصة بعدما تمكنت السعودية من إيجاد قناة جدية مع الصين التي تقارب الدول العربية والخليجية على وجه التحديد، ما سيقلل من اعتماد الصين على إيران.

ومطلع ديسمبر/ كانون الأول، وقّع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
تغطية خاصة
Close