تعرّض الناشط والرسام العراقي علي عباس المعروف بـ"لاري" للاحتجاز والتعذيب، على خلفية جدارية لشاعر عراقي راحل تم الاعتقاد أنها لصدام حسين.
واشتهر لاري في بلاده بعدما دشن حملة "هذه ليست قمامتي لكنه وطني"، التي ذاع صيتها في طول العراق وعرضه.
وبعدما اجتذبت مبادرة لاري آلاف المتطوعين الذين انخرطوا في حملات جمع النفايات وتنظيف الشوارع ورسم الجداريات، كرر نشطاء في الجزائر ودول عربية أخرى هذه التجربة.
لكن المبادرة قادت الشاب العشريني إلى الاعتقال والتعذيب عندما رسم جدارية للشاعر العراقي الراحل عريان السيد خلف في مركز مدينة الناصرية.
فعلى الرغم من أن الجدارية تحمل اسم الشاعر، إلا أن أنصار حزب الدعوة ظنوا أنها صورة لصدام حسين.
وعلى الفور، تعرضت الجدارية للتخريب. أما لاري فقد اعتقلته قوة أمنية واتهمته بتمجيد النظام السابق، وأجبرته على التعهد بالتوقف عن تنظيم أي حملات تطوعية أو الرسم على الجدران.
الشرطة تنفي علمها بما حدث للاري
واللافت في الأمر، هو أن الشرطة تقول إنها غير مسؤولة عن اعتقال الناشط، وتنفي علمها بما حدث، الأمر الذي أثار المزيد من الغضب على المنصات.
وفي هذا الصدد، أدانت منظمة المرأة العراقية ما وصفته بالترهيب، وتساءلت: لماذا يستهدفون الناشطين والشرفاء ومن لديهم حس إنسانية وطني؟، محذرة من مغبة تجريد الشباب من واجبهم الوطني.
الناشط والرسام العراقي علي عباس يتعرض للاحتجاز والتعذيب على خلفية جدارية لشاعر عراقي راحل ظنت السلطات أنها لصدام حسين #تواصل #العراق pic.twitter.com/cIh20AIrVa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 13, 2023
بدوره، قال المفوض السابق لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي: إن ما حدث مثال حي لبيئة طاردة لطموح الشباب العراقي، فبدل أن تحتضن الدولة هؤلاء وتساعدهم وتوجههم من أجل تطوير قدراتهم والاستفادة منها، تهينهم وتكسر العزيمة بداخلهم.
أما الصحافي جاسم الشمري، فقد استنكر منع تنظيف الشوارع وأن تصبح المشاركة في الحملات التطوعية جريمة تستحق الاعتقال.