الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"ظواهر مناخية متطرفة".. لماذا تزايد الجفاف في الدول الأوروبية؟

"ظواهر مناخية متطرفة".. لماذا تزايد الجفاف في الدول الأوروبية؟

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول نقص الثلوج والأمطار في أوروبا والذي ينذر بجفاف غير مسبوق (الصورة: تويتر)
لم تشهد فرنسا أي هطول للأمطار على مدى 32 يومًا، في أطول مدة انحباس للمتساقطات على الإطلاق، وفق ما أفادت به هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

أظهرت قياسات لكثافة الثلوج يعتمدها خبراء البيئة، أن تراكم الغطاء الأبيض في جبال الآلب بات أقل بكثير من المستوى الطبيعي في مثل هذا الوقت من العام، في وقت تتزايد فيه المخاوف من الجفاف في أوروبا بشكل مستمر.

كما أن هطول الأمطار في أماكن مثل إيطاليا وفرنسا كان نادرًا بشكل خطير هذا الشهر أيضًا.

نقص الأمطار

وقال عالم الأرصاد كلاوس هاسلنجر من مركز جيوسفير النمساوي، وهي خدمة الأرصاد الجوية الحكومية النمساوية: إن تساقط الثلوج في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وأجزاء من النمسا أقل بكثير من المتوسط.

وحذرت منظمة "ليغامبيانتي" البيئية غير الهادفة للربح في إيطاليا من تراجع تساقط الثلوج بنسبة 53% أقل من المتوسط على المدى الطويل في جبال الألب الإيطالية خلال الأشهر الأخيرة.

كما أظهرت البيانات أن هطول الأمطار في حوض نهر بو، الذي يتدفق عبر شمال إيطاليا، انخفض بنسبة 61%، مقارنة بالمتوسط التاريخي.

وأشار هاسلنجر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها مثل هذه الظروف الجوية في انخفاض شديد لمعدل هطول الأمطار على مدى سنوات.

وقبل 60 عامًا، كانت هناك موجة من الطقس الجاف استمرت عدة سنوات بسبب توزيعات معينة لدرجات الحرارة على اليابسة والبحر، وفي ذلك الوقت انخفض مستوى نهر الدانوب إلى مستوى قياسي.

وفي السياق، لم تشهد فرنسا أي هطول للأمطار على مدى 32 يومًا، في أطول مدة انحباس للمتساقطات على الإطلاق، وفق ما أفادت به هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

وأظهرت لقطات جوية مساحات من الرمال الظاهرة في قاع نهر لوار بفرنسا، بعد انخفاض مستويات المياه به، وعادة تكون المياه وفيرة في النهر في نهاية شهر فبراير/ شباط مع ذوبان الثلوج في فصل الشتاء.

لكن الضفاف الرملية المغمورة تحت أطول نهر في فرنسا ظهرت مبكرًا هذا العام، إذ انخفضت مستويات المياه عن المعتاد، وسط جفاف شتوي قياسي على مستوى البلاد.

خطوات هامة

وفي هذا الإطار، قال المتخصص بقضايا التنمية والسياسات البيئة حسان التليلي: إن ما يحصل اليوم في بلدان أوروبا الغربية وخاصة في فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، هو جزء مما يسمى بالظواهر المناخية المتطرفة، بمعنى انحباس الأمطار لمدة طويلة.

وأضاف التليلي في حديث لـ"العربي" من باريس، أن السنوات الأخيرة كانت جافة في هذه البلدان، لكنها باتت تطول أكثر، ولها انعكاسات على القطاعات الزراعية والصناعية وحتى على مستوى مياه الشرب، بمعنى أن بعض القرى بات يصعب فيها الحصول على الماء.

ومضى قائلًا: "إن الثلوج تذوب أكثر من اللزوم في جبال الألب، وبالتالي فإن جزء من هذه المياه سيذهب للبحر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close