فيما اعتمدت السردية الإسرائيلية التقليدية وصف تحركات جيش الاحتلال بالملاحم البطولية، تطرّقت صحيفة "معاريف" في مقال تحليلي اليوم الإثنين، إلى تصدّع الرواية الإسرائيلية المضلِّلة بعد انكشافها وخسارتها الحرب الإعلامية أمام الرأي العام.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن آخر مرة حقّق فيها جيش الاحتلال انتصارًا بعد عدوان عام 1967.
ووجهت سؤالًا إلى قرائها، قائلة: "هل فكرنا في احتمال أن جيشنا غير قادر على الانتصار اليوم؟ فخلال السنوات الماضية كان الشعب الإسرائيلي يتهم الساسة بمنع الجيش من إحراز الانتصار المنشود، لكن اليوم يبدو أن الموقف مختلف كليًا".
وأضافت: "الجيش بات عاجزًا عن التفوّق على حركة حماس، التي لا تملك قوة جوية ولا دبابات ولا سفنًا أو قبة حديدية بمليارات الدولارات، بل إن كل ما تملكه حماس هو مجموعة طائرات من دون طيار".
ويُضاف المقال المثير للجدل في "معاريف" إلى تقارير إعلامية غربية وحتى عبرية تدحض ادعاءات تل أبيب عمومًا، بما فيها تلك التي اتهمت فيها مقاتلي حماس بقتل الأطفال والتعدي على النساء إبان عملية "طوفان الأقصى".
لكن بعد مرور 65 يومًا على الهجمات الإسرائيلية البرية والجوية على غزة، والتي خلت وفق مراقبين وساسة دوليين من أية بوادر للانتصار العسكري، يبدو أن جيش الاحتلال يتّبع طريقة أخرى لإخفاء إخفاقاته المتكرّرة وإقناع الإسرائيليين بأنه يحقق نصرًا ميدانيًا؛ عبر إطلاق رشقات رصاص على جدران مبانٍ هُجر ساكنوها قسرًا من غزة.
سخرية على مواقع التواصل
وقد كانت هذه المواقف المهتزة لجيش الاحتلال، الذي طالما وُصف بأنه لا يُهزَم، محل تفاعل رواد التواصل الاجتماعي.
فكتب ناصر صلاح: "يكذبون كما يتنفسون". أما عمار علي حسن، فقال: "أنا مندهش من مستوى هبوط النخبة في إسرائيل. لا أتحدث عن الانحطاط الأخلاقي فهذا عرفناه ولمسناه من قبل، لكن أقصد الانحطاط المعرفي والمهني. أكاذيب إسرائيل التي تريد تسويقها ينتجها عقل ساذج".
بدوره، اعتبر الناشط مشعل ركابي الظفيري، أن ارتباكًا شديدًا وفقدان اتزان بسبب الوضع العسكري، اضطرهم إلى هذه التلفيقات والفبركات المكشوفة المثيرة للسخرية.
أما الناشط عاصي، فأكد أن العالم سئم أكاذيب إسرائيل، قائلًا: "كل قصصهم كذب ومن دون أي دليل".