الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عادت له ذكريات الحرب.. لبناني يروي قصة هروبه "الانتحاري" من السودان

عادت له ذكريات الحرب.. لبناني يروي قصة هروبه "الانتحاري" من السودان

شارك القصة

نافذة إخبارية عن الدمار الذي لحق بالسوق المركزي في الخرطوم إثر الصراع في السودان (الصورة: غيتي)
كان اللبناني أحمد شمص يعيش في السودان منذ 17 عامًا، حيث ساهم في إنشاء فرع دولي للمطعم والفندق اللبناني الذي يديره ويدعى الساحة.

تخترق الرصاصات جدار الذاكرة لتعيد إلى أذهان مدير مطعم وفندق الساحة في الخرطوم أحمد شمص لهيب الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، ويتراءى له وطنه لبنان من فندقه المحاصر في السودان.

وقال شمص في حديث لوكالة "رويترز" بعد عودته إلى بيروت: "الصورة ذاتها من ميليشيات ومصالح دولية، حتى شدة الحرب بالسودان مماثلة لما كانت عليه في لبنان، المواطن يموت بدون طعام ووقود".

وكان شمص يعيش في السودان منذ 17 عامًا، حيث ساهم في إنشاء فرع دولي للمطعم والفندق اللبناني الذي يديره ويدعى الساحة على بعد أقل من عشر دقائق بالسيارة من مطار الخرطوم والوزارات الرئيسية.

اختباء ومن ثم فرار

وأصبحت هذه المناطق بؤرة اشتعال عندما اندلع القتال في 15 أبريل/ نيسان، وتسببت الاشتباكات والغارات الجوية والمدفعية منذ ذلك الحين في مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ما يقرب من 4200 وتدمير مستشفيات وتوزيع محدود للمواد الغذائية.

اضطر شمص (59 عامًا) إلى الاختباء في مكانه داخل فندق الساحة مع زوجته وابنه البالغ من العمر عشر سنوات، والعديد من الموظفين اللبنانيين لمدة أسبوع تقريبًا، مع تساقط المتفجرات حولهم وانتشار المقاتلين في الشوارع.

وعندما اقترب القصف في صباح أحد الأيام، أخذ شمص وعائلته وموظفوه جوازات سفرهم وانطلقوا سيرًا على الأقدام.

"قرار انتحاري"

وقال شمص: إن قرار الفرار كان "قرارًا انتحاريًا، وبقاؤنا بقلب الفندق أيضًا كان انتحاريًا، مضيفًا أن الفندق المؤلف من طابقين يتواجد بمنطقة مستهدفة بين الجهات المتصارعة، فاتخذنا القرار ومشينا بدون أي شيء".

وأردف إنهم لم يتلقوا المساعدة اللازمة من السلطات اللبنانية، لكنهم ممتنون للمسؤولين السعوديين لتسهيل نقلهم في نهاية المطاف عبر المملكة.

وتم إجلاء أكثر من 60 لبنانيًا حتى الآن من السودان، بعضهم كانوا هناك لبضعة أسابيع فقط في رحلات عمل، والآخرون مثل شمص بنوا حياتهم كلها هناك.

مدير مطعم وفندق الساحة في الخرطوم أحمد شمص
مدير مطعم وفندق الساحة في الخرطوم أحمد شمص - رويترز

وها هم يعودون إلى لبنان الذي غرق أكثر في الانهيار الاقتصادي وترك أكثر من 80% من السكان في حالة فقر وحرم معظم الناس من مدخراتهم المصرفية.

ويروي شمص: "أنا عشت 17 سنة بالسودان، المشروع الذي أديره صار جزءًا مني"

ومع ذلك، فإنه يرى أوجه تشابه بين مصير لبنان بعد نهاية الحرب التي استمرت 15 عامًا في 1990 وبين ما يمكن أن ينتظر السودان.

وقال: "الآن بدأت العصابات تنشط في السودان، هذه العصابات ستصل غدًا للسلطة مثل العصابات في لبنان، كانت في الحرب ووصلت للسلطة وحكمتنا، وأخذت أموالنا ولم تترك لنا شيئًا، نحن ما زلنا في حالة حرب، نصيبنا أن نعيش هنا وهناك بنفس المشهد بنفس الواقع بالضبط".

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close