نفى الناطق باسم مكتب الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية آدم سيغلمان، أن تكون الولايات المتحدة في عزلة دولية، بعد جولات من انفرادها بالتصويت في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ضد وقف إطلاق النار في غزة.
وقال في حديث لـ"العربي": "أظن أننا شهدنا جولات تصويت عديدة في الأمم المتحدة على مر السنوات ضد إسرائيل، ولا أريد الحديث عما يحصل داخل الأمم المتحدة الآن. ما أعلمه أنّنا نعمل مع شركائنا في الأمم المتحدة، ولن أسمي ذلك عزلة، لأنّه في الواقع شهدنا دعمًا دوليًا كبيرًا مؤيدًا لإسرائيل بعد هجوم حماس"، على حد تعبيره.
وبشأن استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين، أكد سيغلمان عدم وجود تباين في الموقف الأميركي المُعبَّر عنه في البيت الأبيض وفي الخارجية.
وأضاف: "لا أظن أنّنا نقلّل من أهمية تصريحات الرئيس، وما قاله عبّر به بالنيابة عن الولايات المتحدة، كنا واضحين جميعًا أنّ هناك عددًا كبيرًا من المدنيين الضحايا في غزة بالقصف الإسرائيلي".
وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين قالوا ذلك علنًا وأكّدوا عليه مع المسؤولين الإسرائيليين، مردفًا بأن "واشنطن أوصلت هذه الرسالة عبر مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع، بأن عليهم تنفيذ العملية على نحو يحترم أرواح المدنيين".
"لا داعي لانخراط محكمة الجنايات الدولية"
إلى ذلك، قال سيغلمان إن بلاده "لا ترى أيّ داع لانخراط محكمة الجنايات الدوليّة في التحقيق في جرائم الحرب، الّتي ترتكبها إسرائيل في غزّة".
وردًا على سؤال "العربي" حول تفسيره لدعم تحقيق المحكمة في أوكرانيا ورفضه في حالة غزّة، أجاب بالقول إنّ هناك عدة طرق للمحاسبة، ولكن من دون محكمة الجرائم الدولية، وفق تعبيره.
وأردف: "لا لا أظن أنّ هذا نفاق، لأنّ ما يهم في النهاية ليس من ينفّذ التحقيق، ولكن المهم أنّ يكون هناك تحقيق".
تابع: "حين نبيع أسلحة للدول بما فيها إسرائيل، دائمًا ما نتأكد أنّ هذه الأسلحة تستخدم على نحو يحترم القانون الدولي، سندعم التحقيق في هذا الأمر حتى لو لم ندعم جهة تحقيق بعينها مثل المحكمة".
من جهة أخرى، رأى المسؤول الأميركي أنّ "الحوثييّن لا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل فقط في البحر الأحمر، ولكن يستهدفون حركة الملاحة الدولية والسفن التابعة لدول عدة".
وأضاف عبر "العربي" أنّ هجمات الجماعة لن تؤدي إلى وقف الحرب في غزّة، مثلما يسعى إليه الحوثيون منذ إطلاقهم لهجماتهم على السفن تضامنًا مع القطاع.
وأدى العدوان الذي بدأه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد نحو 20 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 52 ألف آخرين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين أمس الثلاثاء، أن تصويتًا في مجلس الأمن الدولي على محاولة لزيادة توصيل المساعدات إلى قطاع غزة تأجل ليوم آخر، مع استمرار المحادثات في محاولة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة على إجراء بخصوص العدوان المستمر منذ 75 يومًا.
