بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، يخوض الجانبان حربان تقليدية بالعتاد والسلاح يشتد وطيسها أحيانًا، وأخرى سياسية لا تتوقف، إذ يروج كل طرف فيها أسبابه ومبرراته في استمرار هذا الصراع الذي يبدو أنه يراد له أن يكبر دون أن يتوسع.
فمنذ بدء الهجوم الروسي على كييف، أغدقت أميركا وكبريات الدول الأوروبية الدعم لها ومدتها بالعديد، والجديد من السلاح المتطور أحدثها الدعم البريطاني بحزمة دفاعية جديدة بقيمة 311 مليون دولار للمساعدة في تعزيز إنتاج الذخائر الحربية للجيش الأوكراني.
وفي كل مرة كانت أوكرانيا تستزيد من هذا الدعم أمام تعدد جبهات القتال وتواصل الهجوم الروسي.
وعشية الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، تعود الحرب إلى المربع الأول، وسط سجال بين الطرفين شهدته أروقة الأمم المتحدة، إذا قال وزير الخارجية الأوكراني: "النصر سيأتي عاجلًا وليس آجلًا"، لترد موسكو وتتهم كييف بأنها أداة في أيدي الطموحات الجيوسياسية الغربية.
من جهته، عقد مجلس الأمن اجتماعًا خاصًا في هذه الذكرى لمناقشة خطة الرئيس الأوكراني للسلام في أوكرانيا تنوي سويسرا عقد مؤتمر بشأنه خلال الصيف القادم.
وقال وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس: "في يناير الماضي، وعلى هامش المنتدى الاقتصادي، العالمي في دافوس بسويسرا، وبناء على طلب كييف، أعربت بلادي عن التزامها بتنظيم مؤتمر رفيع المستوى حول السلام في أوكرانيا".
بدورها، جددت المفوضية الأوروبية دعمها لما وصفته بالمقاومة الأوكرانية الاستثنائية ووقوفها بحزم إلى جانب كييف التي تستقبل شخصيات ومسؤولين أجانب في زيارة تضامنية مع العاصمة الأوروبية المنكوبة.
لكن موسكو تحيي الذكرى الثانية لبدء حربها على طريقتها من جبهات القتال ومن مناطق تحتلها في أوكرانيا، حيث تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قواته، وأكد أنهم الأفضل وأنهم في وضع الهجوم بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية الإستراتيجية.