أكدت روسيا السبت "السيطرة الكاملة" على أفدييفكا في شرق أوكرانيا بعدما أعلنت كييف انسحاب قواتها من هذه المدينة الصناعية التي شكلت مركزًا للمعارك منذ أشهر، الأمر الذي اعتبره الرئيس فلاديمير بوتين "انتصارًا مهمًا".
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن الوزير سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين السبت في الكرملين السيطرة على هذه المدينة التي كانت "موقعًا دفاعيًا قويًا للقوات المسلحة الأوكرانية".
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: "استمع فلاديمير بوتين في الكرملين إلى تقرير وزير الدفاع سيرغي شويغو عن السيطرة على أفدييفكا. هنأ الرئيس جنودنا ومقاتلينا بهذا الانتصار المهم".
موسكو تعلن "السيطرة الكاملة" على أفدييفكا
وأوضح شويغو أن القوات الروسية سيطرت على 31,75 كلم مربعًا في أفدييفكا التي دمر القسم الأكبر منها وحيث أقام الجنود الأوكرانيون دفاعات قوية.
وأكد الوزير الروسي أن القوات الروسية تقوم حاليًا "بتطهير نهائي للمدينة" من الجنود الأوكرانيين و"قطع الطريق" أمام وحدات أوكرانية لجأت إلى مصنع في المدينة.
ولفت شويغو أيضًا إلى أن السيطرة على أفدييفكا تتيح "إبعاد" المدفعية الأوكرانية من دونيتسك، معقل القوات الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا منذ 2014 والتي كانت تتعرض لقصف متواصل.
وانسحب الجيش الأوكراني من أفدييفكا بعد أشهر من المعارك العنيفة وفي ظل نقص في العديد والذخائر، وذلك رغم محاولة إرسال تعزيزات إلى حامية المدينة.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن القوات الروسية أسرت العديد من جنوده خلال انسحابهم من المدينة.
البيت الأبيض ينتقد تقاعس الكونغرس
من جهته، رأى البيت الأبيض السبت أن انسحاب الجيش الأوكراني من أفدييفكا شرق البلاد دليل على "كلفة تقاعس" الكونغرس الأميركي الذي يمنع صرف مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 60 مليار دولار.
وطالبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون البرلمانيين الأميركيين بالموافقة على هذه المساعدة "بدون تأخير" بعد أن أعطى الجيش الأوكراني روسيا أكبر انتصار رمزي منذ فشل الهجوم المضاد لكييف الذي بدأ الصيف الماضي.
وتأمل أوكرانيا منذ أشهر في التصويت على مساعدة حاسمة بقيمة 60 مليار دولار قررتها حكومة الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يخوض حملته الانتخابية لولاية ثانية، وتعرقلها المعارضة الجمهورية في الكونغرس تحت تأثير دونالد ترمب.
وقالت واتسون: "هذه كلفة تقاعس الكونغرس. يواصل الأوكرانيون القتال بشجاعة لكن ذخائرهم تنفد".
واتخذت كييف قرار الانسحاب من أفدييفكا، بعد أشهر من المعارك الضارية وتكثيف القوات الروسية هجماتها للسيطرة على هذه المدينة منذ أكتوبر/ تشرين الأول، مما تسبب في خسائر ودمار.
من جهته، لفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت في ميونيخ إلى أن الانسحاب كان "قرارًا صائبًا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح".
