السبت 16 نوفمبر / November 2024

عامان على عودة طالبان إلى الحكم.. ما الذي تغير في أفغانستان؟

عامان على عودة طالبان إلى الحكم.. ما الذي تغير في أفغانستان؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول تدهور الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان وتعرّض نحو مليوني طفل لنقص في التغذية عام 2021 (الصورة: غيتي)
تعرض اقتصاد أفغانستان المنهك بسبب عقود من الحرب لأزمة بعد وقف مساعدات دولية بمليارات الدولارات عقب استيلاء طالبان على الحكم.

طوت حركة طالبان عامين من السيطرة على أفغانستان، عقب حرب استمرت 20 عامًا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، تغيرت الحياة بشكل دراماتيكي بالنسبة للعديد من الأفغان وخصوصًا النساء.

ويصادف اليوم الإثنين عشية ذكرى سقوط العاصمة كابل في 15 أغسطس/آب 2021 بيد حركة طالبان.

وأمام عودة طالبان التي تشكلت في قندهار (جنوب) وحكمت أفغانستان بين 1996 و2001، للسلطة مرة ثانية، يشرح بعض الأفغان طبيعة الحياة التي يعيشونها راهنًا.

مصممة أفغانية تحكي تجربتها

حرصت أريزو عثماني، سيدة الأعمال ومصممة الأزياء، على إبقاء مشغلها مفتوحًا ومواصلة نشاطها.

وقالت عثماني: شعرت "بالهلع والحزن" لعودة طالبان إلى السلطة متعهدين بتطبيق تفسير صارم للشريعة مُنعت بموجبه النساء من عدة مجالات في العمل والتعليم.

وأضافت السيدة البالغة 30 عامًا والتي أسست شركة لإنتاج الفوط الصحية في 2021: "لم أغادر غرفتي لعشرة أيام، ظننت أن كل شيء انتهى بالنسبة لي وأن الأمر كذلك لجميع الأفغان".

وتابعت: "لكن عندما خرجت ورأيت الناس يواصلون أمور حياتهم، أعطاني ذلك الأمل وقلت لنفسي إن علي أن أبقى هنا أنا أيضًا".

وأغلقت مشغلها الذي كان يوظف 80 امرأة في ذروة نشاطه وسط إرباك ألم بالبلاد عقب سيطرة طالبان.

غير أنها أعادت فتح أبواب المرفق بعد شهرين لأنه كان أحد الأماكن القليلة المتبقية "حيث بإمكان النساء أن يعملن".

وتحت حكم طالبان أُخرجت النساء من غالبية الوظائف في الحكومة وفي منظمات غير حكومية.

والشهر الماضي أغلقت صالونات التجميل، مصدر الدخل الآخر الرئيسي للنساء المضطرات لكسب لقمة العيش.

ولكن الحد من أنشطة المنظمات غير الحكومية في هذا البلد من جانب سلطات طالبان، كانت له تداعيات حادة على شركتها، كما قالت.

ولا تزال عثماني توظف 35 امرأة لكن المشترين قلائل.

"مزيد من الاستقرار الاقتصادي"

بدوره، رأى الأفغاني لال محمد (23 عامًا) أن عودة طالبان جلبت المزيد من الاستقرار الاقتصادي.

وانضم محمد للحركة قبل أربع سنوات عندما كان الانضمام لصفوف الحركة المسلحة المتمردة يعني الغياب المستمر عن المنزل.

والآن أصبح لال شرطيًا في قندهار، ثاني أكبر مدن البلاد، ويكسب راتبًا من 12,000 أفغاني (142 دولارًا) شهريًا، "يكفي" لاحتياجات عائلته.

ونتيجة النزاع المسلح قُتل قرابة 38 ألف مدني وجُرح أكثر من 70 ألف شخص بين 2009 و2020 فقط، بحسب التقرير السنوي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (أوناما).

بالمقابل، تعرض اقتصاد أفغانستان المنهك بسبب عقود من الحرب، لأزمة بعد وقف مساعدات دولية بمليارات الدولارات عقب استيلاء طالبان على الحكم.

وانهار الإنتاج الاقتصادي وغرق قرابة 85% من السكان في براثن الفقر، وفق التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية. كما اجتاح الجراد والجفاف المحاصيل.

لكن رغم ذلك لم تحصل حركة طالبان على اعتراف دولي بها عقب تسلمها مقاليد الأمور في أفغانستان.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close