جددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، اليوم الجمعة، تنديدها بالتدهور السريع لحقوق المرأة في أفغانستان في الأشهر الأخيرة، مطالبة سلطات طالبان بـ"استلهام" بعض الدول الإسلامية لتحسين ظروف النساء والفتيات.
فخلال مناقشة عاجلة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول وضع النساء والفتيات في أفغانستان، كشفت باشليت أن حقوق المرأة تواجه أكبر انتكاسه منذ عقود مؤكدة أن الأفغانيات يتعرضن للجوع والعنف الأسري والبطالة والقيود الصارمة ولا يُسمح للعديد منهن بالعمل في وظائف الخدمة المدنية.
في الوقت عينه، أقرت المفوضة السامية أن بعض هذه المخاوف تعود إلى فترة ما قبل عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس/ آب 2021، إلا أنها قالت إن الإصلاحات في ذلك الوقت "كانت تسير في الاتجاه الصحيح. كان هناك تحسن وأمل".
فدعت باشليت في جلسة النقاش طالبان إلى تحديد موعد ثابت لإعادة فتح المدارس أمام الفتيات، بعد أن منعت الحركة التعليم الثانوي لنحو 1.2 مليون فتاة، ورفع القيود عن تحركات النساء وملابسهن.
وحذرت من أن "مستقبلهن سيصبح أكثر قتامة في حال لم يتغيّر شيء بسرعة".
التمثل بدول إسلامية تعزز حقوق المرأة
كما شجّعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التي زارت أفغانستان لفترة وجيزة في مارس/ آذار، طالبان على "التواصل مع البلدان ذات الأغلبية المسلمة والتي تملك خبرة في تعزيز حقوق النساء والفتيات كما هي مضمونة في القانون الدولي". من دون أن تذكر أيّ مثال معيّن.
كذلك، لفتت باشيليت إلى أن المسؤولين الذين التقتهم خلال زيارتها الأخيرة إلى كابول، أكدوا لها أنّهم سيحترمون التزاماتهم بحقوق الإنسان طالما أنها لا تخالف الشريعة الإسلامية.
بدوره، انتقد ريتشارد بينيت، مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان، الزواج بالإكراه وزواج القاصرات والقيود المفروضة على ملابس المرأة وتحركاتها وتوظيفها.
وقال لمجلس حقوق الإنسان "رغم التأكيدات العامة من طالبان بأنها ستحترم حقوق النساء والفتيات، إلا أن الحركة تعيد خطوة بخطوة التمييز ضد النساء والفتيات الذي كان سائدًا خلال فترة حكمها السابقة ولا يضاهيه مثيل في العالم من حيث ازدراء النساء والقمع".
يذكر أن طالبان عادت إلى السلطة في أفغانستان العام الفائت للمرة الثانية، عقب انسحاب القوات الأميركية بعد 20 عامًا، حينها استولت الحركة على العاصمة وأطاحت بالحكومة الموالية للغرب.
القيود على النساء في أفغانستان
ومنذ تولت السلطة في أغسطس/ آب، فرضت طالبان قيودًا عديدة على النساء والفتيات رغم تعهّدها بحكم أقل تشددًا مقارنة بأول ولاية لها.
فقد أبلغت شركات الطيران في أفغانستان في مارس الماضي، أن النساء لا يمكنهن السفر جوًا سواء في رحلات داخلية أو دولية من دون "محرم" أي من دون رجل له صلة قرابة بها.
كذلك، أغلقت طالبان المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان بعد ساعات من إعادة فتحها، وبداية مايو/ أيار أصدر القائد الأعلى لطالبان مرسومًا يقضي بضرورة تغطية النساء أنفسهن ووجوههن بالكامل في الأماكن العامة وأكد أن على النساء البقاء في المنزل.
وأعلن قائد الحركة أن النساء اللواتي لا يلتزمن بهذا القرار سيعاقبن إلى جانب أولياء أمورهن، وقد تشمل العقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
كذلك، طلبت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طالبان، من مذيعات التلفزيون في المحطات المحلية تغطية وجوههن أثناء الظهور على الهواء.