Skip to main content

عسكرة الأرحام.. خطة إسرائيلية لاستمرارية نسل الجنود القتلى

الثلاثاء 23 يناير 2024
تزايدت طلبات استخراج الحيوانات المنوية من الجنود القتلى الإسرائيليين في قطاع غزة- كالكاليست

في ظاهرة تُعرف بـ" الرغبة في الاستمرارية"، تلجأ عشرات العائلات في إسرائيل إلى استخراج الحيوانات المنوية من أبنائهم الجنود القتلى في الحرب على قطاع غزة، والبحث عن متطوّعات ليلدن أبناء للجندي القتيل من أجل "استمرارية نسله وتخليد ذكراه".

ويصف باحثون هذه الظاهرة بـ"العسكرة الشاملة للمجتمع"، حيث يُنظر إلى الجنود باعتبارهم تجسيدًا "للذكورية القومية".

وقال الباحث عز الدين أعرج: "ما يميز هذه الظاهرة في إسرائيل على نحو خاص، أنها ترتبط بشكل شبه حصري بالجنود القتلى، ما يمنحها طابعًا عسكريًا يرتبط بعسكرة المجتمع الإسرائيلي وهي أيضًا تمثل نوعًا من الترتيبات الضمنية بين الدولة والمجتمع والجيش في إسرائيل".

"عسكرة المجتمع"

ولسنوات ظلت الظاهرة شائكة ومستهجنة داخل إسرائيل، منذ ظهورها عام 2002 بعد مقتل الجندي الإسرائيلي كيفان كوهين في غزة، إذ خاضت عائلته معارك قضائية دامت 11 عامًا ليُسمح لها بمقابلة نساء متطوعات يرغبن في الحمل من ابنهم القتيل.

وهو ما حدث فعلًا بعد حصول العائلة على الموافقة، لتستقبل لاحقًا أكثر من 200 متطوعة في يوم واحد.

وتمكّنت عائلة الجندي المقتول من اختيار متطوّعة لتنجب من كيفان، الذي أصبحت له طفلة بعد مقتله بنحو 12 عامًا، واعترفت بها الحكومة الإسرائيلية عام 2023، ومُنحت راتب والدها بأثر رجعي منذ ولادتها حتى سن 21 عامًا.

وتلخّص هذه القصة الأمر الذي أصبح لاحقًا "هوسًا إسرائيليًا بعسكرة المجتمع". إذ نشرت الحكومة الإسرائيلية عام 2003، قواعد تعتمد كثيرًا على النصوص اليهودية "تُذكّر أن الإنجاب هو أول عمل صالح مذكور في التوراة"، في حين شددت على أن الحق في الحصول "على الحيوانات المنوية للتخصيب في المختبر يقتصر على شريك المتوفى".

ووفقًا لتوجيهات النائب العام الإسرائيلي عام 2003، فانّه بموجب القانون، "لا ينبغي أن يكون للوالدين حقّ أو وضع قانوني فيما يتعلق باستخدام الحيوانات المنوية بعد الوفاة".

وظلّ الإنجاب من المتوفى أمرًا معقدًا يحتاج موافقة محكمة الأسرة، وأوراقًا تُثبت رغبة الجندي باستخراج حيواناته المنوية، أو نيته في الإنجاب بعد وفاته، إن لم يكن متزوجًا.

كما ترفض المحكمة طلب العائلة إذا كانت زوجة الجندي القتيل ترفض الإنجاب بعد وفاته.

"الوصية البيولوجية"

لكن عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "القسام" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومع ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى، تزايدت طلبات "الوصية البيولوجية" التي تقدّم بها جنود بأنفسهم قبل توجههم إلى غزة لاستخراج الحيوانات المنوية، و"إعطاء الإذن لعائلاتهم لإكمال نسلهم إن قتلوا في الحرب".

وقال أنس أبو عرقوب الصحفي والباحث المتخصّص في الشأن الإسرائيلي: "الحاخامات في إسرائيل لا يعارضون أي ظاهرة قادمة من الجيش، لأنهم يعتبرون ذلك خدمة لأمن إسرائيل، وكل شيء مكرس لخدمة التوجهات العسكرية للجيش ومنتسبيه".

كما أن الجيش الإسرائيلي بات يُبلغ عائلة الجندي القتيل فور مقتله، لتكون لديها فرصة استخراج الحيوانات المنوية في مدة زمنية لا تتجاوز 36 ساعة بعد الوفاة.

كما قدمت الحكومة الإسرائيلية تسهيلات كبيرة لهذه العائلات، لتسريع العملية دون الحاجة للعودة إلى أمر قضائي ودون الحاجة لأن تثبت العائلة أن الجندي كان يريد الإنجاب بعد وفاته.

وقال أبو عرقوب: "وفقًا لأحد استطلاعات الرأي، أعرب 80% من الإسرائيليين العلمانيين عن تأييدهم لهذه الظاهرة؛ أما في صفوف الحريديم المتشددين دينيًا، فقال 20% إنهم يرون ضرورة إنشاء بنك لغاية حفظ الحيوانات المنوية بشكل عام وليس فقط للجنود".

المصادر:
العربي
شارك القصة