يعمّق القصف الأعنف منذ شهور الفاتورة الإنسانية في قطاع غزة، ويترك عشرات الأسر بلا مأوى بسبب القصف الذي طال منازلهم وحولها إلى ركام.
فتشكي مواطنة فلسطينية بلوعة: "أين أذهب لأعيش.. لم يعد هناك لا فراش ولا مأوى ولا ملابس.. راح كل شيء". بينما يصف طفل لـ"العربي" حجم الدمار الهائل الذي لحق بمنزله وحيّه قائلًا: "كانت الشظايا في كل مكان، هناك العديد من البيوت المدمّرة".
قطع المنافذ الحيوية
ويفاقم العدوان الإسرائيلي المدّمر الأوضاع الإنسانية لأكثر من مليوني نسمة في القطاع، الذي تفرض عليه إسرائيل منذ عام 2006 حصارًا مشددًا تسبب في فقر أغلبية سكانه، بينما يعاني نحو نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
كما في كل مرّة يغلق الاحتلال المنافذ الحيوية التي يسيطر عليها مع القطاع، وتتعطل مختلف أشكال الإمدادات الحيوية الواردة لقطاع غزة، بما في ذلك المستلزمات الغذائية والطبية الأساسية، وإمدادات الوقود.
إغلاق "معبر الحياة" أمام المرضى
هذا فضلًا عن أن إغلاق المعابر مع القطاع يهدد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غضون أيام، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على عمل المرافق الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية.
في هذا الإطار، يبرز جانب آخر من أوجه المعاناة ويتمثل في إغلاق معبر بيت حانون (إيرز)، وهو المعبر الوحيد المخصص لتنقل الأفراد من غزة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي تسبب في تعطيل سفر مئات المرضى لتلقي العلاج.
وهذا ما تؤكده إحدى المرضى قائلةً: "هذا معبر حياة لأننا نحن كمرضى سرطان علاجنا ليس متوفرًا إلا في الداخل، أي اليوم أنا أمام خيارين إما أن أخّر علاجي أو أعجّل في رحيلي".
أما شوارع غزة، فتبدو خالية إلا من عدد قليل من الناس، ففقط سيارات الإسعاف هي التي تجوبها تحت وطأة القصف الذي لا يتوقف.