وسط تزايد الضغوط الدولية على الصين للامتناع عن دعم روسيا في هجومها على أوكرانيا، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء، بكين بتوفير الدعم السياسي لموسكو، وحذر العملاق الآسيوي من إرسال الدعم المادي لجهود موسكو الحربية.
وقال ستولتنبرغ عشية قمة عاجلة لقادة دول الحلف، غدًا الخميس: إن "الصين وفرت لروسيا الدعم السياسي ومن ضمنه نشر أكاذيب صارخة ومعلومات مضللة. الحلفاء قلقون من احتمال قيام الصين بتوفير الدعم المادي للغزو الروسي".
وجاء ذلك بعد يوم من تجديد أوكرانيا دعوتها الصين، للعب "دور ملموس"، فيما يتعلق بوقف الحرب الروسية، داعية بكين لأن تصبح ضامنًا لأمنها في المستقبل.
وتوقع قائد الحلف الأطلسي أن يدعو القادة المجتمعون، الصين لتحمل مسؤولياتها كعضو في مجلس الأمن الدولي، وكذلك الامتناع عن دعم جهود موسكو الحربية، والانضمام إلى باقي دول العالم في الدعوة إلى نهاية فورية وسلمية لهذه الحرب.
ولفت الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إلى أن مزيدًا من القرارات بشأن الحرب في أوكرانيا، سيتم اتخاذها في القمة المزمع عقدها غدًا، مشدّدًا على ضرورة استعادة الحلف لقوة الردع لديه.
وذكر ستولتنبرغ أنهم سيزيدون أعداد القوات على الجناح الشرقي للحلف برًا وجوًا وبحرًا، مشيرًا إلى أنه كخطوة أولى سيتم نشر قوات إضافية في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا.
عضوية أوكرانيا ليست على الطاولة
وكان الحلف حذر على مدى أسبوعين من السماح بتوسع الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا ليصبح حربًا بين الحلف وموسكو، مستبعدًا مرة أخرى فرض منطقة حظر للطيران، الذي طالبت به كييف أكثر من مرة.
وجدّد ستولتنبرغ القول إن الحلف ليس طرفًا في الحرب، واستدرك قائلًا: إن "قمة الغد لن تتطرق إلى عضوية أوكرانيا في الناتو". وأضاف: "سنتخذ مزيدًا من القرارات في قمة الحلف غدًا، وعلينا استعادة قوة الردع مجددا".
ولطالما طلبت أوكرانيا قبل اندلاع العملية الروسية ضدها فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، أن تنضم إلى حلف "الناتو"، وألحت على ذلك عقب الهجوم بما في ذلك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم حاليًا 27 دولة.
لكن مسألة انضمام أوكرانيا للتكتل بدأت دراستها، إلأ أن عقبتها الظاهرة هي طول المدة المطلوبة لإتمام هذه الخطوة، إضافة إلى أن أوكرانيا تبدو غير قادرة على احترام معايير الاتحاد الأوروبي الأساسية مثل الاستقرار السياسي واقتصاد السوق الفعال.
وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون: "إن انضمام أوكرانيا هو إشارة وأمر محتمل سيستغرق على أي حال سنوات عدة".
ومع ذلك فقد أكد أمين عام "الناتو" على أنه من المنتظر أن يتفق قادة دول الحلف على تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا في ظل الهجوم الروسي.
ووسط مخاوف في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا، تقدمت كل من جورجيا ومولدافيا بطلبات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".