عصابات واتجار بالبشر.. بريطانيا تقرّ بـ"اختفاء" مئات الأطفال المهاجرين

اعترفت الحكومة البريطانية بـ"اختفاء" مئات الأطفال من طالبي اللجوء من أماكن إقامة تديرها وزارة الداخلية، وذلك بعد انتقادات واسعة وتحقيقات أشارت إلى عمليات اختطاف من طرف العصابات.

فقد أقرّ وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك أمام مجلس العموم الأسبوع الفائت، بأن 200 طفل من طالبي اللجوء غير المصحوبين بأهاليهم فقدوا من الإقامة المؤقتة بفنادق في بريطانيا.

وصرّح جينريك: "كانت هناك 440 حالة اختفاء في المجمل، ولا يزال 200 طفل في عداد المفقودين، 13 منهم تحت سن 16 سنة وأنثى واحدة". 

تبرير الحكومة

لكن الوزير البريطاني برر عمليات "الاختفاء" بـ"الضغط على نظام أماكن الإقامة في البلاد"، وكشف أن أغلب الأطفال غير المصحوبين بذويهم من طالبي اللجوء والذين ما زالوا مفقودين، هم من ألبانيا.

وقال جينريك: "88% من بين الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين ما زالوا مفقودين مواطنون ألبانيون، أما النسبة الـ12% المتبقية فهم من أفغانستان، ومصر، والهند، وفيتنام، وباكستان، وتركيا".

وتابع الوزير، أن العديد من هؤلاء الأطفال الذين اختفوا يتم اقتفاء أثرهم تباعًا وتحديد أماكنهم.

عصابات خطف واتجار

أما القضية، فتفجّرت بعد تحقيق أجرته صحيفة "الأوبزرفر" حيث كشفت فيه عن اختطاف عشرات الأطفال من قبل عصابات، من فندق في برايتون بإقليم ساكس، والذي تديره وزارة الداخلية البريطانية.

وتحدثت الصحيفة عن أن هذا النمط من الاختطاف "يبدو أنه يتكرر عبر الساحل الجنوبي"، فيما نقل التحقيق عن أحد المبلغين أن الأطفال اختطفوا من الشارع خارج الفندق ووضعوا في سيارات.

كذلك، تحدث مبلغون عن "مشاهدة أطفال يتم الاتجار بهم فعليًا"، وكانوا قد اختطفوا من فندق مماثل تديره وزارة الداخلية في مقاطعة كينت، والذي يقدر أن 10% من الأطفال هناك يختفون كل أسبوع، بحسب "الأوبزرفر".

رفض عروض المساعدة

وقالت الصحيفة إن إدارة الفندق الذي تديره الداخلية تم تحذيرها مرارًا من قبل الشرطة، من أن الأطفال غير المصحوبين بذويهم من طالبي اللجوء في الفندق "معرضون للخطر وسيتم استهدافهم من قبل الشبكات الإجرامية".

هذا وعرضت منظمات غير حكومية عدة في المملكة المتحدة مساعدة وزارة الداخلية، في الحفاظ على سلامة هؤلاء الأطفال لكن الحكومة رفضت كل هذه العروض، بحسب ما نقلت "الغارديان".