السبت 14 Sep / September 2024

"عقل مافيوي إجرامي".. غضب عارم في لبنان من "محتكري الأدوية"

"عقل مافيوي إجرامي".. غضب عارم في لبنان من "محتكري الأدوية"

شارك القصة

لبنان
الوزير حمد حسن خلال اكتشافه مستودعًا للأدوية المفقودة من الأسواق (مواقع التواصل)
كشف وزير الصحة اللبناني ليلًا على مستودع للأدوية جنوب البلاد، حيث عثر على كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم.

عم الغضب أمس الإثنين الشارع اللبناني إثر إعلان وزراة الصحة عن وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات رغم أنها مفقودة في السوق.

وهاجم مواطنون غاضبون إحدى الصيدليات جنوب البلاد حيث قام وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بزيارة لها أدت لاكتشاف عدد كبير من تلك الأدوية في مخازنها.

وتعد تلك الأدوية ضرورية لشتى الأمراض ولا سيما الأمراض المزمنة وقد تم اكتشاف كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال المفقودة منذ فترة في الأسواق اللبنانية.

جولة كشف ميداني

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أنّ الوزير حسن قام بجولة كشف ميداني على مستودعات أدوية وحليب أطفال في أكثر من منطقة لبنانية، للتحقق من حركة بيع الأدوية وتوزيعها في ضوء الفواتير التي استلمتها وزارة الصحة العامة من المصرف المركزي، والتي تظهر الحوالات المالية التي استلمتها الشركات.

وأظهرت الجولة وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات رغم أنها مفقودة في السوق وضرورية لشتى الأمراض ولا سيما الأمراض المزمنة فضلًا عن كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال.

وكشف الوزير حسن ليلًا على مستودع للأدوية في تول النبطية (جنوب لبنان)، حيث عثر على كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم بألف وخمسمئة ليرة لبنانية، بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة.

صيد ثمين وفضيحة مدوية

وأسف وزير الصحة لما وصفه "عقلًا مافيويًا إجراميًا يتحكم بالمحتكرين والانتهازيين"، مؤكدًا أن "ما يتم العثور عليه في مستودعات الأدوية المحتكرة، هو صيد ثمين وفضيحة مدوية، خصوصًا أن الأماكن التي يتم كشفها غير مجهزة بظروف التخزين الفضلى لحفظ فاعلية الأدوية".

وكشف عن توقيف محتكرَين، مشدّدًا على "وجوب توقيف كل المرتكبين وفتح مؤسساتهم للبيع لعموم الناس". كما تمنى على "المواطنين عدم التردد والإفادة عن أي شقة سكنية أو مخزن غير شرعي للدواء ليصار إلى دهمه وإجراء المقتضى".

واشتعلت مواقع التواصل الإلكتروني في البلاد بالتعليقات المنتقدة والمهاجمة للمحتكرين، حيث وصف بعض الناشطين المحتكرين للدواء والمحروقات والبضائع الضرورية بالقتلة، وطالبوا بأشد الأحكام بحقهم.

70% من الأدوية مفقودة في لبنان

ومطلع يونيو/ حزيران المنصرم، أعلن مسؤولون بقطاع الصحة اللبناني أن 70% من الأدوية والمستلزمات الطبية مفقودة في البلاد.

وعادة، يؤمّن مصرف لبنان الأموال اللازمة لدعم استيراد الأدوية من الخارج، إلا أن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لديه تسبب بنقص النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.

وتبحث شركات صناعة الأدوية في لبنان عن فرص لبقائها في ظل "أزمة الدولار" التي انعكست سلبًا على الاستيراد من الخارج. وفي لبنان 67 شركة لاستيراد الدواء مقابل 12 شركة تحصل على المواد الأولية من الخارج لتصنيع الدواء محليًا.

ويشهد لبنان في الفترة الأخيرة أسوأ انهيار اقتصادي منذ 150 عامًا، بل يشهد انهيارًا يحدث مرة واحدة في القرن، حسبما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في عدد لها مطلع الشهر الجاري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة