الأحد 7 يوليو / يوليو 2024

علاج الداء بداء آخر.. طرق مدهشة أدت إلى الشفاء من بعض الأمراض

تطوّر الطب على مدى قرون نحو الأفضل لعلاج الأمراض
تطوّر الطب على مدى قرون نحو الأفضل لعلاج الأمراض- غيتي
علاج الداء بداء آخر.. طرق مدهشة أدت إلى الشفاء من بعض الأمراض
علاج الداء بداء آخر.. طرق مدهشة أدت إلى الشفاء من بعض الأمراض
الخميس 4 يوليو 2024

شارك

تطوّر الطب على مدى قرون نحو الأفضل. والذين يُحالفهم الحظ في البقاء على قيد الحياة، يستطيعون الوصول إلى أفضل العلوم والتكنولوجيا الطبية في التاريخ. لكنّ علاج الأمراض لا يقتصر على نقل الباحثين في المختبر سائلًا ملونًا من أنبوب اختبار إلى آخر، كما يوحي لك كل مشهد علمي في تاريخ السينما.

ففي المعركة ضد الأمراض سواء لأنها شائعة جدًا أو مميتة جدًا أو كليهما، سيُحاول العلماء حول العالم القيام بأي شيء تقريبًا. وأحيانًا يقوم جسم الإنسان الشيء نفسه، فيُعالج نفسه بأعجوبة لسبب غامض أو لآخر.

وبغضّ النظر عن كيفية الشفاء من المرض، يعيش الشخص ليروي قصته الغريبة.

فيما يلي عشر من تلك الحكايات الغريبة، وفقًا لموقع "ليست فيرس" (listverse.com).

1- علاج الحساسية بالديدان الطفيلية

منذ السبعينيات، لاحظ العلماء والأطباء وجود روابط بين الأشخاص المُصابين بالديدان الطفيلية وعدم وجود حساسية لديهم. والعلاقة الأكثر شيوعًا هي بين الإصابة بالديدان الشصّية ونقص حمى القش، حتى لو كانت موجودة قبل ظهور الديدان.

بالنسبة لبعض الناس، فان عدوى الدودة الشصية تُعالج الحساسية.

ومن بينهم العالم البريطاني جوناثان تورتون، الذي كان يُعاني من حمى القش. عام 1976، ابتلع تورتون دودة الأنكلستوما، فشُفي من حساسية حمى القشّ بسرعة وبشكل كامل طوال العامين اللذين بقيت فيهما الديدان في بطنه.

ومنذ ذلك الحين، اختبر العشرات من العلماء الطريقة ذاتها على أنفسهم، وحصلوا على نتائج مماثلة.

2- علاج العمى بإعادة هندسة الفيروسات

استخدمت عدة فرق من الباحثين في جميع أنحاء العالم فيروسًا أو آخر لعلاج الأشكال الخلقية من العمى. من بين هؤلاء، فريق في جامعة كاليفورنيا بيركلي استطاع علاج الأشخاص الخاضعين للاختبار بشكل شبه كامل من مرضين خلقيين يُسبّبان العمى: انشقاق الشبكية المرتبط بالصبغي X وعمى ليبر الخلقي.

أولئك المصابون بالمرض لديهم في الأساس نسخة غير عاملة من الجين الطبيعي اللازم للبصر. وأدخل الباحثون في الجامعة نسخًا طبيعية عاملة من الجين في الفيروسات وحقنوها بالقرب من شبكية العين. ثمّ قامت الفيروسات بحقن مادتها الوراثية في خلايا الشبكية، ما أدى إلى اكتساب خلايا الشبكية الجين العامل.

وبالفعل، عاد البصر بشكل شبه كامل إلى القرود الذين خضعوا للاختبارات.

3- علاج المرض العقلي ببَضع فص الدماغ بالليزر

بحلول السبعينيات، توقّفت جميع عمليات بضع فص الدماغ التقليدية تقريبًا. ولكن في العقد الماضي، ومع الارتفاع الهائل في التكنولوجيا المتطوّرة والمعرفة ببنية الدماغ، شاعت الجراحة النفسية مرة أخرى.

على الرغم من أنّ هذه العمليات الجراحية لا تزال مثيرة للجدل، إذ أنّها تُذكّر الناس ببعض أكثر أساليب الطب وحشية في التاريخ، إلا أنّها تتمتع الآن بسجل حافل من النجاحات.

يستخدم العديد من الأطباء أشعة الليزر الدقيقة لاستهداف مناطق صغيرة من الدماغ بدقة وإزالة أو استئصال الأنسجة التي تسبّب سلوكًا غير مرغوب فيه، والأكثر شيوعًا هو الوسواس القهري.

كما تُستخدم العمليات الجراحية دائمًا كملاذ أخير وفي الحالات القصوى فقط، ولكنها تنجح بالفعل ويتعافى أكثر من نصف المرضى.

4- علاج العدوى البكتيرية بزرع البراز

تُشكّل بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile colitis) حالة خطيرة محتملة قد تؤدي إلى عدوى في القولون.

ومع استخدام المضادات الحيوية، عادة ما تموت البكتيريا "الجيدة" الموجودة في الأمعاء وتتولّى المسؤولية بكتيريا سيئة واحدة وهي بكتيريا المطثية العسيرة. وفي بعض الحالات، يُمكن أن يُساعد استخدام المزيد من المضادات الحيوية في القضاء على بكتيريا المطثية العسيرة، لكنّ معظمها يتطلّب المزيد من الإجراءات وتتمثّل في زرع البراز.

وأثناء تنظير القولون، سيقوم الأطباء بإدخال البراز من متبرّعين أصحاء مليئة ببكتيريا الأمعاء الجيدة إلى القولون. ويؤدي هذا إلى إعادة ضبط ميكروبيوم الأمعاء، ويُساعد على إعادة تكوينه بنسب صحية. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو غريبًا، إلا أنّ عمليات زرع البراز هي علاجات فعالة جدًا لمرض المطثية العسيرة.

5- علاج السكتة القلبية بتخفيض حرارة الجسم بشكل متعمّد

السكتة القلبية هي حالة خطيرة للغاية حيث يتعطّل النظام الكهربائي للقلب ويتوقّف نبضه، يليه بسرعة فقدان التنفّس والوعي. وتؤدي السكتة القلبية إلى الوفاة في حوالي 88% من الحالات. وحتى في الحالات التي يتمكّن فيها الأطباء من إعادة تشغيل القلب، غالبًا ما يموت المرضى بسبب نقص الأكسجين لفترة طويلة في الدماغ.

ولمواجهة ذلك، بدأ الأطباء في تحفيز انخفاض حرارة الجسم لدى المرضى. وإذا استطاع الأطباء إعادة تشغيل القلب، بينما لا يزال المريض فاقدًا للوعي، فيُمكن تخفيض حرارة جسمه إلى ما بين 89 و93 درجة لمدة يوم تقريبًا. وهذا يمنع الكثير من الضرر الذي يلحق بالدماغ ويزيد بشكل كبير من فرصة استيقاظ المريض.

6- علاج النخر والغرغرينا باليرقات

كما هو الحال في عملية بضع الفصّ، يُعتبر استخدام اليرقات لاستهلاك الأنسجة الميتة شكلًا من أشكال الطب البربري الذي عفا عليه الزمن. ولكن أيضًا، كما هو الحال في عملية بضع الفصّ، انتعشت شعبية الديدان في الطب السائد وأظهرت نتائج قوية.

ورغم أنّ اليرقات استُبدلت بالمضادات الحيوية، إلا أنّ المفارقة تكمن في أنّ مقاومة المضادات الحيوية هي التي سمحت بالعودة إلى استخدام اليرقات. والآن، يستخدم الأطباء اليرقات علاجًا للنخر في بعض الحالات التي تكون فيها المضادات الحيوية غير فعّالة. إنّ إزالة اليرقات للأنسجة الميتة بشكل فعّال، يُمكن أن تمنعها من الانتشار وبالتالي تمنع البتر.

7- علاج سرطان الجلد بمرض الهربس

الميلانوما هو شكل خطير وسريع الانتشار من سرطان الجلد، حيث يبدأ الأمر بإصابة الخلايا المُنتجة للصبغة في الجلد. لكنّ التجارب أظهرت أن مرض الهربس هو العلاج.

وأجرى باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دراسة لمدة عامين، استخدموا فيها نسخة معدّلة من فيروس الهربس لعلاج سرطان الجلد المتقدّم. وتمّ تعديل الفيروس ليستهدف الخلايا السرطانية وجذب الخلايا المناعية في الجسم إلى الخلايا السرطانية، وقتل الخلايا السرطانية مباشرة.

وتبيّن أنّ أداء ثلثي المرضى الذين تلقّوا فيروس الهربس المعدّل، إلى جانب أدوية السرطان، كان أفضل من أولئك الذين يستخدمون أدوية السرطان وحدها.

8- علاج سرطان الدم بفاتح شهية مُخصّص للالتهاب الرئوي

على الرغم من أن العلوم والتكنولوجيا الحديثة قد زادت بشكل كبير من قدرة مرضى سرطان الدم "اللوكيميا" على البقاء على قيد الحياة، إلا أنّها لا تزال في حدود 50%.

وجمعت دراسة أجريت عام 2014 من جامعة واشنطن كل حالات الشفاء التلقائي لنوع عدواني من سرطان الدم يسمى سرطان الدم النخاعي الحاد، ووجدوا أنّه في 90% من الحالات التي أُصيبت بالالتهاب الرئوي قبل وقت قصير من تشخيص السرطان، تعافوا من العدوى.

يُعتقد أنّ الاستجابة المناعية الحديثة على الأقل بالنسبة لمرض سرطان الدم النخاعي الحاد، تجعل مكافحة الأورام أسهل كثيرًا.

9- اختفاء السارس بسبب ارتفاع عدد الوفيات

في الفترة من 2002 إلى 2004، أحدث مرض السارس (متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة) مخاوف في جميع أنحاء العالم، بسبب طبيعته الجديدة، وارتفاع معدل الوفيات بنسبة 11%.

ولكن لنفس السبب الذي أخاف العلماء، اختفى السارس بسرعة وسهولة نسبيًا.

وعند مقارنته بالفيروسات ذات الصلة مثل كوفيد، كان السارس أكثر خطورة بكثير. وأولئك الذين أُصيبوا به، ظهرت عليهم الأعراض بسرعة أكبر بكثير وبشكل أكثر خطورة، مما جعل من السهل التعرّف عليهم ووضعهم في الحجر الصحي.

كما أنّ ارتفاع نسبة الضحايا، يعني عددًا أقلّ من نواقل المرض عبر العالم، وفرصة أقلّ لتكيّف الفيروس في المضيفين الذين تمّ علاجهم جزئيًا.

10- "معجزة" علاج الأميبا الآكلة للدماغ 

تُعاني كالي هارديج البالغة من العمر 12 عامًا، تعاني من حالة طبية خاصة. فقد نجت من التهاب السحايا الطفيلي الناجم عن تقلّص الأميبات الآكلة للدماغ، والتي يبلغ معدل بقاء المصاب بها على قيد الحياة أقلّ من 1%.

ومن أصل 128 مريضًا مصابًا حول العالم، كانت كالي المريض الثالث الذي ينجو من المرض لكنّ لا أحد يعرف كيف.

ويُعتقد أنّ كالي أصيبت بالعدوى أثناء تواجدها في متنزه ويلو سبرينغز المائي في ليتل روك بأركنساس. وظهرت الأعراض عليها خلال يوم واحد وسرعان ما أصبح وضعها حرجًا. ولم يعتمد أطباؤها على خطة علاجية موحّدة لهذه الحالة النادرة للغاية. وفي النهاية، شُفيت كالي كما قالت والدتها: "إنها مجرد معجزة".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك

Close