الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تكرس القطيعة مع إيكواس.. بوركينا فاسو ومالي والنيجر تتوحد بكونفدرالية

تكرس القطيعة مع إيكواس.. بوركينا فاسو ومالي والنيجر تتوحد بكونفدرالية

شارك القصة

أعلن قادة "تحالف دول الساحل" عن تشكيل كونفدرالية
أعلن قادة "تحالف دول الساحل" عن تشكيل كونفدرالية- رويترز
يعقد رؤساء دول "إيكواس" قمة في أبوجا الأحد، يبحثون خلالها مسألة العلاقات مع "تحالف دول الساحل" بعد إعلانهم تشكيل كونفدرالية.

أعلنت الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر تحالفها ضمن "كونفدرالية"، في قرار يرسّخ القطيعة مع تكتل دول غرب إفريقيا "إيكواس".

ولأول مرة اجتمع خلال قمة في نيامي السبت، قادة "تحالف دول الساحل"، المنظمة التي أنشئت في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقالت الدول الثلاث في بيان ختامي، إنّ التحالف أصبح "كونفدرالية" تضمّ حوالي 72 مليون نسمة من أجل "عبور مرحلة إضافية نحو اندماج أكثر عمقًا بين الدول الأعضاء".

في المقابل، يعقد رؤساء دول "إيكواس" قمة في أبوجا الأحد، يبحثون خلالها مسألة العلاقات مع "تحالف دول الساحل".

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، خرجت الدول الثلاث من "إيكواس" التي فرضت عقوبات اقتصادية على النيجر لأشهر عدة، متّهمة المنظمة بأنّها أداة تُحرّكها باريس وبأنّها لا تُوفّر لها دعمًا كافيًا في مكافحة الجهاديين.

وفي مستهل القمة السبت، أكد رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر عبد الرحمن تياني أمام نظيريه في بوركينا الكابتن إبراهيم تراوري وفي مالي العقيد أسيمي غويتا، أنّ شعوب دولهم الثلاث "أدارت ظهرها نهائيًا للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا".

ودعا تياني إلى جعل التحالف "بديلًا عن أي تجمّع إقليمي مصطنع عبر بناء مجتمع سيادي للشعوب، مجتمع بعيد من هيمنة القوى الأجنبية".

واعتبر تياني أنّ "تحالف دول الساحل هو التجمع الإقليمي الوحيد الفاعل على صعيد مكافحة الإرهاب، بعدما أخفقت الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا" في هذه العملية.

وتدهورت العلاقات بين التكتل والدول الثلاث المذكورة بشكل كبير، إثر انقلاب 26 يوليو/ تموز 2023 الذي أوصل تياني إلى السلطة في النيجر. وعندها فرضت الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا عقوبات اقتصادية على النيجر، متوعّدة بالتدخّل عسكريًا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم.

وفي فبراير/ شباط الماضي، تمّ رفع العقوبات لكن الفتور لا يزال يسود العلاقات بين الطرفين رغم الدعوات التي أطلقها بعض الرؤساء، السنغالي والموريتاني بشكل خاص، لاستئناف الحوار.

قوة مشتركة

واعتبر تراوري أنّ إفريقيا لا تزال "تُعاني من تبعات الإمبرياليين" مضيفًا: "سنشنّ حربًا بلا هوادة ضد كل من يجرؤ على مهاجمة دولنا".

من جانبه، أكد غويتا أنّ جيوش الدول الثلاث "تعمل في تكامل تام ضد الهجمات الإرهابية".

ومطلع مارس/ آذار، أعلنت مالي وبوركينا فاسو والنيجر إنشاء قوة مشتركة لمكافحة الجهاديين، دون تحديد معالمها وعديدها.

وجعل رؤساء دول الساحل الثلاث من السيادة المحور الرئيسي لحكمهم.

وبينما ابتعدوا عن فرنسا، القوة المستعمرة السابقة، وطردوا تدريجيًا القوات الفرنسية من أراضيهم، اتجهت الدول الثلاث إلى بلدان أخرى مثل روسيا وتركيا وإيران، واصفة هذه الدول بأنّها "شريكة صادقة".

كما طلبت النيجر من الولايات المتحدة سحب قواتها، وأمرت مالي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعدّدة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) بمغادرة البلاد.

ومنذ سنوات، تُواجه الدول الثلاث أعمال عنف دامية، وخصوصًا في منطقة "المثلث الحدودي"، حيث تشنّ مجموعات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"الدولة" هجمات تسفر عن مقتل مدنيين وجنود وتتسبّب بنزوح ملايين الأشخاص.

وبالإضافة إلى التعاون العسكري، سيُتيح هذا الاتحاد الذي تتولى مالي رئاسته لمدة عام، إمكان تبادل الموارد في قطاعات تُعدّ إستراتيجية مثل الزراعة والمياه والطاقة وحتى النقل، بالإضافة إلى إنشاء بنك استثماري خاص بالكونفدرالية.

ولم يأت البيان الختامي على ذكر مسألة العملة الموحّدة، واحتمال الاستغناء عن الفرنك الإفريقي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close