رفض وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير انتقادات الرئيس الأميركي جو بايدن له ولحكومة بنيامين نتنياهو، قائلًا: "إسرائيل ليست جزءًا من الولايات المتحدة".
وقال بن غفير في تغريدة فجر الإثنين: "يحتاج الرئيس بايدن لإدراك أننا لسنا نجمة أخرى على العلم الأميركي"، في إشارة إلى النجوم التي ترمز إلى عدد الولايات الأميركية.
وجاءت تغريدة بن غفير ردًا على تصريحات لبايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية مساء الأحد.
وقال بايدن في المقابلة إنه ومنذ عهد غولدا مائير في بداية السبعينيات لم ير وزراء أكثر تطرفًا كالذين يضمهم الكابينت في حكومة نتنياهو الائتلافية الحالية. واعتبر أن "الوزراء الإسرائيليين الذين يريدون الاستيطان في كل مكان بالضفة الغربية هم جزء من المشكلة".
بايدن ينتقد سموتريتش وبن غفير
وقد خصّ وزيرين بالذكر بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الذي يتشدد في مسألة تسليم المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الذي يوصف بأنه ذراع نتنياهو لزرع المستوطنات في الضفة الغربية ويشجّع المستوطنين صراحة على حيازة السلاح وإطلاق النار على الفلسطينيين بمجرد الاشتباه في وقوع عمليات.
وقال الرئيس الأميركي: "بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير مع وزراء إسرائيليين آخرين يعتقدون أن باستطاعتهم الاستيطان في أي مكان يحلو لهم"، محملًا إياهم مسؤولية التصعيد الأخير في الضفة الغربية.
ومع ذلك شدّد الرئيس الأميركي على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ضجة في إسرائيل
وأحدثت تصريحات بايدن ضجة في إسرائيل، حيث نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر وصفته بالمقرب من نتنياهو قوله: "إن الرئيس الأميركي جو بايدن وقح حتى أن سلفه باراك أوباما لم يتحدث هكذا".
وتساءل بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني: "كيف أكون متطرفًا بالضبط؟ بتوزيع السلاح على مواطني إسرائيل للدفاع عن أنفسهم؟ بإعطائي الدعم الكامل لجنودنا ورجال الشرطة؟".
وأضاف: "أدعو بايدن للقيام بجولة في (مدينتي) القدس والخليل ليرى أن تطرفنا هو تطرف بحب كبير لدولة إسرائيل"، على حد تعبيره.
علاقة متأزمة
وفي هذا الإطار، أشار مراسل "العربي" في القدس أحمد جرادات إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يهاجم فيها بن غفير بايدن علنًا، حيث كانت المرة الأولى في 29 مارس/ آذار الماضي. وفي كلا التصريحين شدّد بن غفير على أن "إسرائيل دولة ذات سيادة ولا تتبع للولايات المتحدة"، وفق وصفه.
وأوضح مراسلنا أن هذه التصريحات تعكس مدى الأزمة المتعمقة بين إدارة الرئيس بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
ويمثل بن غفير تيارًا واسعًا داخل الحكومة هو وتيار الصهيونية الدينية وتيار اليمين الإسرائيلي المتطرف بشكل عام.
وكان نتنياهو صرح خلال جلسة للجنة الأمن والخارجية بالكنيست أواخر يونيو/ حزيران الماضي، بأنه "يجب قمع طموح الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة"، وفق ما نقلته قناة "كان" العبرية التابعة لهيئة البث الرسمية.
