خلال السنوات الأخيرة، برزت تساؤلات كثيرة حول صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان آخرها الدخول في عزلة جراء جائحة كوفيد 19، لم يظهر خلالها علنًا إلا مرات قليلة خلال اجتماعات مع قادة أجانب حول طاولة طويلة جدًا.
ونادرًا ما يتحدث الكرملين عن صحة بوتين أو الحوادث التي يتعرض لها. وكانت هناك مزاعم عن آلام في ظهره في 2012، وفي ذلك الوقت قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو: إن ذلك حدث له نتيجة لعبة جودو.
لكن التكهنات عادت إلى الواجهة، حيث غاب بوتين عن الظهور إلى العلن طوال شهر سبتمبر/ أيلول 2021. قبل أن يظهر في صوره الأخيرة، بوجه منتفخ مما أثار شائعات حول استخدامه منشطات، غالبًا مع تستخدم لعلاج سرطان الغدة الدرقية.
فريق من أطباء السرطان يزورون بوتين مرارًا
وفي هذا الإطار، كشف موقع "برويكت" (Proekt) الاستقصائي الروسي أن فريقًا من أطباء السرطان يزور، بشكل متكرّر، بوتين في منزله، أو يرافقه في رحلات وسط تساؤلات متزايدة حول صحة الرئيس.
وأفاد التحقيق أن يفغيني سيليفانوف، جرّاح الأورام المتخصّص في سرطان الغدة الدرقية، سافر لزيارة بوتين في مقر إقامته على البحر الأسود، 35 مرة خلال السنوات الـ4 الماضية، وأمضى 166 يومًا عنده.
وأضاف أن الطبيبين إيغور إسكوف وأليكسي شيغلوف، المتخصصين في الأذن والأنف والحنجرة، زارا الرئيس الروسي بشكل متكرر. وسافر شيغلوف لرؤية بوتين 59 مرة، وأمضى 282 يومًا معه بين عامي 2016 و2020.
وشرح أحد الأطباء للموقع أن أمراض الغدة الدرقية، بما في ذلك السرطان، عادة ما يتم تشخيصها لأول مرة من قبل متخصص أنف وأذن وحنجرة، وبعد ذلك يشارك طبيب الأورام والجراح في العلاج.
وكشف الموقع أنه تمكّن من معرفة هوية الأطباء الذين أمضوا وقتًا مع بوتين في سوتشي من خلال فحص فواتير الإقامة الفندقية المنشورة على موقع المشتريات الحكومية. وتزامنت التواريخ التي أقام خلالها الأطباء في فنادق سوتشي، مع زيارات بوتين الرسمية للمدينة أو فترات اختفى فيها بشكل غامض عن أعين الناس.
Друзья, здесь можно прочитать наше расследование о Владимире Путине на английском языке https://t.co/XmrF8I3eNB
— «Проект» (@wwwproektmedia) April 1, 2022
عمليات جراحية واهتمام بسرطان الغدة الدرقية
وأظهرت الوثائق أن متوسط عدد العاملين الطبيين في الوفد المرافق لبوتين ارتفع من خمسة بين عامي 2016 و2017 إلى تسعة عام 2019، ومنهم: طبيب الأنف والأذن والحنجرة أليكسي شيغلوف، واختصاصي الأمراض المعدية ياروسلاف بروتاسينكو، وكونستانتين أركاديفيتش سيم، المتخصص في جراحة العظام.
ويضمّ فريق الأطباء المرافق لبوتين: أطباء تخدير، وجراح أعصاب، ومتخصص أمراض معدية، وطبيب عناية مركزة.
وأشار الموقع إلى أن عدد أفراد الطاقم الطبي الذي يزور بوتين يرتفع، عندما يكون من المرجّح أن بوتين يخضع لعملية جراحية.
وكشف الموقع أن بين عامي 2016 و2017، تنقلت مجموعة من الأطباء من وإلى سوتشي في وقت نفسه الذي كان فيه الرئيس الروسي يوجد هناك. وفي 29 مايو/ أيار 2017، غادروا جميعًا. وفي ذلك اليوم، غادر بوتين أولًا إلى باريس، ومن هناك إلى سان بطرسبرغ.
وفي 21 يوليو/ تموز، عاد بوتين إلى سوتشي للقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وكان متخصص الأمراض المعدية، ومتخصص الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب الإنعاش وجراحة الأعصاب ينتظرون بوتين هناك بعد أن وصلوا قبله بيوم. في اليوم التالي للمحادثات، انضمّ اليهم طبيب إسعاف.
وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، كان بوتين في سوتشي، لكنه لم يظهر علنًا. في ذلك الوقت، جاء لزيارته 13 طبيبًا، بمن فيهم المتخصصين من قسم جراحة الأعصاب في المستشفى السريري المركزي، وانضمت إليهم إيلينا دينيسينكو، المتخصصة في إصابات النخاع الشوكي، وغلفيا عبدلينا، ممرضة الجراحة.
وكشف الموقع أن بوتين أبدى اهتمامًا علنيًا بمرض سرطان الغدة الدرقية. وفي يوليو/ تموز 2020، التقى برئيس المركز الوطني للبحوث الطبية للغدد الصماء إيفان ديدوف. وأخبر ديدوف الرئيس عن ارتفاع معدل انتشار سرطان الغدة الدرقية وتحدث عن عقار هرموني جديد "Tirojin" الذي يحارب ظهور ورم خبيت ثانٍ بعد الجراحة.
وفي سبتمبر/ أيلول 2020، دخل بوتين في عزلة وشارك في انتخابات مجلس الدوما من مكتبه، ولم يظهر علنًا طوال الشهر. ونقل الموقع عن مصادر مقرّبة من أحد المستشفيات التي شارك متخصصوها في العلاج، أن "الرئيس كان يخضع لعملية معقّدة تتعلق بنوع من أمراض الغدة الدرقية خلال هذه الفترة".
كما تحدّث الموقع عن أن بوتين اعتمد أيضًا على الطب البديل من خلال الاستحمام بدم مستخرج من قرون الغزلان، بناء على توصية من وزير دفاعه الروسي سيرغي شويغو.
ويُعتقد أن دم الغزلان يحسّن نظام القلب والأوعية الدموية، ويجدّد شباب الجلد.