قلل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء من أهمية تعليق الإدارة الأميركية لشحنة أسلحة إلى تل أبيب، في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة هذا الأسبوع، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".
وقال جيش الاحتلال: إن الحليفين يحلان أي خلافات "خلف الأبواب المغلقة".
وفي مؤتمر صحافي استضافته صحيفة "يديعوت أحرنوت" مع دخول الحرب على غزة شهرها الثامن، علق المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري بأن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وصل "على حد اعتقاده إلى مستوى غير مسبوق".
والأسبوع الماضي، علّقت إدارة الرئيس جو بايدن إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل اعتراضًا على تحركات واضحة من جانب الإسرائيليين لاجتياح مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، حسبما أفاد مسؤول أميركي كبير أمس الثلاثاء.
وذكر هذا الأخير أن الشحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها 2000 رطل و1700 قنبلة تزن الواحدة 500 رطل.
هل يمكن الرهان على موقف الإدارة الأميركية حيال إسرائيل؟
وفي هذا الإطار، يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، أن من الصعب الرهان على موقف الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن، والذي لا زال يتباهى بصهيونيته وإعطاء الأولوية لإسرائيل ومصالحها مهما كانت التباينات بين النظامين.
ويشير في حديثه إلى "العربي" من خليل، إلى "موقف إدارة الرئيس بايدن الذي يرى أن حاجة الولايات المتحدة لإسرائيل أكبر بكثير من حاجة تل أبيب لواشنطن".
ويعرب عن اعتقاده بأن هذا الأمر يشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكومته على التمادي والاستمرار بالسياسة العدوانية.
ويضيف أن هناك حديثًا حول إعطاء أميركا شرعية للسلوك الإسرائيلي والهجوم على رفح، حيث اعتبرت اقتحام معبر رفح سلوكًا شرعيًا إسرائيليًا ومصلحة إسرائيلية.
وشديد يستبعد أن تمارس واشنطن ضغوطًا على إسرائيل في ظل هذا الخطاب الأميركي، بغض النظر عن الخطاب الإسرائيلي من حيث أن ما يحدث في رفح عمل عسكري محدود.
ويعرب عن اعتقاده بأنه في حال لم يطرأ تغيير واضح على الموقف الأميركي، فإن نتنياهو سيظل يشعر بأن أمامه هامش كبير للاستمرار، لا سيما وأن المسألة لم تعد مرتبطة فقط بموقفه، بقدر ما هي انسجام أيضًا مع مواقف شركائه في الحكومة الذين يتبنون موقفًا لا يقل عدوانية وإجرامًا من موقف نتنياهو.
وشديد يلفت إلى أن وجود مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز في المنطقة يؤكد أن هناك مصلحة أميركية لوقف إطلاق النار، لا سيما وأن تداعيات الحرب لم تعد مقتصرة على العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية أو الجغرافيا الحالية، بل تجاوزت ذلك لتصبح حالة إقليمية ودولية، الأمر الذي له تداعيات كبيرة على المصالح الأميركية.
ومع ذلك يقول إن محددات السياسة الأميركية بخصوص وقف إطلاق النار تتمحور حول أن يكون ذلك منسجمًا ومرتبطًا بمصلحة إسرائيل وليس بالمصلحة الفلسطينية.
ويضيف أن الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى صفقة لا تظهر إسرائيل بالمظهر المهزوم، لذلك تُرك المجال لتل أبيب أن تذهب باتجاه رفح رغم تناقض ذلك مع الخطاب الأميركي المعلن منذ شهور من حيث رفض هذه الخظوة.