السبت 28 Sep / September 2024

على خط النار.. السفير السويسري يروي رحلة الفرار من السودان

على خط النار.. السفير السويسري يروي رحلة الفرار من السودان

شارك القصة

تغطية مراسلي "العربي" لعمليات الإجلاء المتواصلة من السودان لرعايا دول عربية وأجنبية (الصورة: رويترز)
قال إينياتسيو كاسيس وزير الخارجية السويسري، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تترقب الفرص لإجلاء بعض مواطنيها المتبقين في السودان والبالغ عددهم مئة.

في وقت تحث الدول الخطى سريعًا لإجلاء رعاياها وموظفيها من السودان الذي شهد منتصف الشهر الجاري معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، روى السفير السويسري، اليوم الثلاثاء، رحلة الفرار الصعبة من هذا البلد، ضمن مهمة إجلاء جرت بمساعدة فرنسية.

خروج من وسط المعارك

وأغلقت سويسرا بالفعل سفارتها في الخرطوم وأجلت الموظفين وعائلاتهم خلال الأيام القليلة الماضية، كما أفادت بإجلاء سبعة من موظفي سفارتها وأفراد عائلاتهم بمساعدة فرنسا.

وأوضح السفير كريستيان وينتر للصحفيين على مدرج الطائرات أمام طائرة الجيش السويسري التي أقلتهم من جيبوتي إلى أرض الوطن: "لقد كانت عملية الإجلاء صعبة للغاية لأن القتال استمر حتى خلال العملية".

وقال: "سمعنا أصوات إطلاق النار وحتى الطائرات التي قصفت بعض الأحياء القريبة من المكان الذي كنا نمر فيه. لقد سمعناها وحتى الحافلة كانت تهتز. وهو ما يعني أنها كانت قريبة وخطيرة".

وأضاف وينتر إنه لم يتم إجلاء موظفي السفارة المحليين مع الموظفين السويسريين، واستطرد قائلًا: "ما يثير قلقنا هو ما يحدث لزملائنا المحليين".

وتتركز عمليات الإجلاء عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومترًا من العاصمة، بسبب تحول المطار الرئيسي في الخرطوم مسرحًا لاقتتال عنيف منذ اليوم الأول لبدء النزاع الذي خلف أكثر من 400 قتيل خلال عشرة أيام.

وأعلن الجيش السوداني، فجر اليوم الثلاثاء، موافقته على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، بشرط التزام قوات الدعم السريع "بوقف كافة الأعمال العدائية".

وجرى نقل فريق وينتر إلى السفارة الفرنسية في الخرطوم، ثم استقل حافلات برفقة عناصر من قوات الدعم السريع إلى قاعدة عسكرية على مشارف العاصمة. ووصلوا إلى بيرن في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء.

ووصف كيف كان عليه أن يبتعد عن طريق ليحتمي من تبادل إطلاق النار عندما اندلع القتال، وخلال الأيام التالية، أصيب مقر إقامته بالخرطوم بنيران القصف المتبادل التي أخطأت النوافذ ببضعة سنتيمترات.

جهود سويسرية لنقل مئة مواطن من السودان

بدوره، قال إينياتسيو كاسيس وزير الخارجية السويسري، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تترقب الفرص لإجلاء بعض مواطنيها المتبقين في السودان والبالغ عددهم مئة، لكنه أقر بأنه قد لا يكون ممكنًا إخراج من يحملون أيضًا الجنسية السودانية.

وتابع الوزير: "الأمر ليس سهلًا جدًا لأنه لا يُسمح لحاملي الجنسية المزدوجة بمغادرة البلاد بسبب جنسيتهم السودانية، وسنرى ما سيحدث".

وتشتد الأزمة الإنسانية سوءًا في السودان، في ظل معارك الخرطوم، إذ أعلنت وزارة الصحة السودانية خروج أكثر من 50 مستشفى عن الخدمة، نتيجة لتلك المعارك بين الطرفين، والتي تسببت بانقطاع التيار الكهربائي، ونفاد مخزون الأدوية. 

وفي حين يسعى سودانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لتوفير أدوية للذين يعانون من الأمراض المزمنة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يعرّض مخزونًا من اللقاحات وجرعات الإنسولين بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، لخطر التلف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
تغطية خاصة