السبت 16 نوفمبر / November 2024

على وقع أزمة الطاقة.. ألمانيا تبحث تمديد العمل بالمحطات النووية

على وقع أزمة الطاقة.. ألمانيا تبحث تمديد العمل بالمحطات النووية

شارك القصة

إضاءة في "صباح جديد" على أزمة الطاقة الخانقة التي تعاني منها أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
كانت المستشارة المحافظة السابقة أنغيلا ميركل ألزمت ألمانيا بالتخلّص التدريجي من الطاقة النووية تحت ضغط الرأي العام.

كشفت الحكومة الألمانية، الإثنين، أنها ستقرر "في الأسابيع المقبلة" إمكانية تمديد العمل في المحطات النووية الأخيرة الموجودة في البلاد، التي كان من المقرّر إيقافها في نهاية العام الحالي.

وأفاد المتحدث باسمها أنها تنتظر نتيجة "اختبار التحمّلٍ الجاري حاليًا" لمعرفة مستوى السلامة في هذه المحطّات، ولتتمكّن من تحديد موقفها النهائي بناء عليه.

جاء ذلك بعد أن خلُص الاختبار الأول في مارس/ آذار إلى أن محطات الطاقة النووية الثلاث التي لا تزال تعمل في ألمانيا لم تكن ضرورية لضمان أمن الطاقة في أكبر اقتصاد أوروبي.

وقد أعاد خفض شحنات الغاز الروسي إلى ألمانيا مسألة الطاقة النووية إلى طاولة النقاش. وفي الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى التخلّي تلك الطاقة، يبدو أن تمديد الاعتماد عليها لم يعد مستبعدًا.

وكانت المستشارة المحافظة السابقة أنغيلا ميركل ألزمت ألمانيا بالتخلّص التدريجي من الطاقة النووية تحت ضغط الرأي العام بعد كارثة فوكوشيما في العام 2011.

"إعادة النظر في المحرمات النووية"

وساء الوضع في ألمانيا على مستوى الطاقة خصوصًا بعد بدء الحرب في أوكرانيا. ودفع ارتفاع أسعار الطاقة والخشية من نقص الغاز الروسي فريق ميركل السياسي إلى إعادة النظر في محرّمات الطاقة النووية. وصار يطالب ببقاء محطّات الطاقة الأخيرة قيد الاستعمال لفترة أطول من المخطّط له.

وقال فريدريك ميرز رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي (الحزب الذي تنتمي إليه ميركل) في نهاية الأسبوع الماضي: "أولئك الذين قرّروا البقاء في مجال الطاقة النووية" مثل فرنسا، "ليسوا بالضرورة أكثر غباءً" من الألمان.

وأضاف: "يمكنني أن أتوقع، سترون أن محطّات الطاقة النووية سيتم تمديد العمل فيها في نهاية العام".

ويتصاعد الضغط ضمن إطار الائتلاف الحكومي نفسه، خصوصًا من قبل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي. وقال مايكل كروز المسؤول في هذا الحزب اليميني، في صحيفة "بيلد" الثلاثاء: "يجب تمديد عمر المحطات النووية إلى ربيع 2024. إنها الفترة التي قد نواجه خلالها نقصًا في الطاقة".

وحتى على مستوى حزب الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين، باتت التعليقات حول الطاقة النووية أقل تشددًا.

"حالة طوارئ حقيقية"

وأعلنت نائبة رئيس البوندستاغ (البرلمان) كاترين غورينغ إيكاردت العضو في حزب الخضر التي تتمتّع بنفوذ قوي، أن فكرة إطالة عمر محطات الطاقة النووية التي لا تزال في الخدمة، ستظلّ خيارًا في حال حدوث حالة طوارئ حقيقية.

وأشارت إلى أن بعض المؤسسات المهمة مثل المستشفيات ستواجه صعوبات في العمل في حال عدم اللجوء إلى هذا الخيار.

وألمح ممثلو الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في ميونخ وساكسونيا السفلى إلى هذا الاحتمال أيضًا، بالرغم من من أن هاتين المدينتين تضمان المحطتين النوويتين "إيسار 2" و"أمسلاند".

وأشار دييتر ريتر عمدة ميونخ إلى أنه من الممكن استخدام "إيسار 2" "حتى منتصف العام المقبل أو أكثر من ذلك"، ما يسمح "بتحسين إمداد سكان ميونخ، في حال تفاقم الوضع" في أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close