الأحد 17 نوفمبر / November 2024

عملية الخضيرة.. هل انضمّ فلسطينيو الداخل إلى المواجهة مع الاحتلال؟

عملية الخضيرة.. هل انضمّ فلسطينيو الداخل إلى المواجهة مع الاحتلال؟

شارك القصة

أُصيب 6 إسرائيليين بجروح خطيرة في عملية طعن جرت بعدة أماكن بمدينة الخضيرة شمال تل أبيب - غيتي
أُصيب 6 إسرائيليين بجروح خطيرة في عملية طعن جرت بعدة أماكن بمدينة الخضيرة شمال تل أبيب - غيتي
ما هو تأثير عودة العمليات على المشهد الأمني والسياسي في إسرائيل؟ وما هو دورها في الحروب التي تخوضها تل أبيب في الجبهات المختلفة؟

عبر أكثر من موقع داخل مدينة الخضيرة بالقرب من تل أبيب وباستخدام دراجة نارية، نفّذ فلسطيني من أم الفحم عملية استخدم فيها فأسًا وسكينًا، موقعًا ستة إسرائيليين بينهم إصابات بحالات حرجة، قبل أن يتمّ اعتقاله.

ووصفت شرطة الاحتلال الأمر بأنّه "حدث على خلفية قومية"، من دون أن تُشير إلى حملة الاعتقالات والتضييق التي تُمارسها تل أبيب ضمن سياسة تكميم الأفواه، ومنع التعبير عن الرأي أو التظاهر ضد الحرب على غزة بين فلسطينيي الداخل.

ورغم وضعه في خانة الحدث الأمني ذي الخلفية القومية، إلا أنّ هذا النوع من العمليات له تاريخ في الداخل الإسرائيلي، مع تغيّر السياق وتبدّل الحيثيات.

ودعا أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب "القسام" في خطابه الأخير، إلى تكثيف العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال في الضفة الغربية والداخل المحتل.

وكانت قد سبقت عملية الخضيرة، عملية يافا التي نفّذها شابان من الضفة الغربية بعد أن استوليا على سلاح جندي إسرائيلي.

تأهب أمني

وبين عمليتَي يافا والخضيرة، تحضر عملية بئر السبع، ما يرفع حالة التأهب الأمني ويدفع جيش الاحتلال إلى القيام بعمليات تمشيط واسعة ودعوة الإسرائيليين للتبليغ عن أي شيء "مشبوه".

وتُرافق كل ذلك، تصريحات إسرائيلية تُشير بشكل واضح إلى مخاوف من تصاعد العمليات في ظل الجبهات المفتوحة التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار، أفادت هيئة البثّ الإسرائيلية بأنّ جيش الاحتلال نشر ناقلات جند مدرّعة قرب المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن لأول مرة منذ 24 عامًا.

ما هو تأثير عودة العمليات على المشهد الأمني والسياسي في إسرائيل؟ وكيف تنعكس على إستراتيجيات المقاومة؟ وما هو دورها في الحروب التي تخوضها تل أبيب في الجبهات المختلفة؟

"خصوصية العملية تكمن في موقعها ومنفّذها"

وأوضح جاكي خوري، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنّ خصوصية هذه العملية تكمن في موقعها بمدينة الخضيرة وأنّ منفّذها من أم الفحم المجاورة جغرافيًا.

وقال خوري في حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، إنّ الحكومة الإسرائيلية تستغلّ هذه الأحداث للمزيد من التحريض والتضييق على فلسطينيي الداخل والضفة الغربية.

وأضاف أنّ عمليتَي الخضيرة وبئر السبع فرديتان وتضعان القيادات العربية المحلية أمام تحدٍ جديد.

لكنّه في الوقت نفسه رأى أنّ هذا لا يعني أن هناك حالة تتبلور داخل المجتمع العربي تدفع باتجاه عمليات مماثلة، وفق تعبيره.

"شعور بالانتماء للهوية الفلسطينية"

بدوره، اعتبر الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، أنّ قوات اليمين الإسرائيلي المتطرّف يسعون لاستثمار مثل هذه العمليات لزيادة الضغط على فلسطينيي الداخل.

وقال الشوبكي في حديث إلى التلفزيون العربي من الخليل، إنّ فلسطينيي الداخل يتعرّضون لحملة طويلة من الضغط والقمع، لكنّ عملية الخضيرة لا تنبع من إطار تنظيمي بل هي عبارة عن استجابة وامتداد وشعور بالانتماء للهوية الفلسطينية، كرد فعل على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أنّ إسرائيل تقدم قراءة معكوسة لهذه العمليات، حيث لا يتمّ التعامل معها على أنّها جزء من حالة كلية عامّة ناتجة عن ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان أو حتى الداخل الفلسطيني.

"لا تهديد خطير يستدعي فرض خطوط حمراء"

وأكد الدكتور حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أنّ "هذه العمليات فردية تعتقد إسرائيل أنّها قادرة على السيطرة عليها في سياقاتها الأمنية، ولا ترقى إلى تهديد خطير يستدعي فرض خطوط حمراء".

وقال المومني في حديث إلى التلفزيون العربي من عمان، إنّ فلسطينيي الداخل يُعانون من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية.

واعتبر أنّ "لا قدرة لدى التنظيمات الفلسطينية على تأسيس حالة تنظيمية أو عقل جماعي باتجاه مقاومة من الداخل". 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close