أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الجمعة، بتقييد الحركة من وإلى مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، التي انطلق منها منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، مساء الخميس.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أمس الخميس مقتل إسرائيليَين اثنين، وإصابة 10 آخرين، بينهم إصابات خطيرة، في إطلاق نار نفذه فلسطيني، في شارع "ديزنكوف" الحيوي، وسط مدينة تل أبيب.
وقال مكتب بينيت، في بيان: "أوعز رئيس الوزراء بفحص ضلوع البيئة القريبة المحيطة بالإرهابي بالعملية وبالعمل المناسب إزاء كل من ساعده أو كان يعلم عن نواياه العنيفة".
وأضاف: "كما أوعز بإبقاء معبر الجلمة مغلقًا حتى إشعار آخر بهدف تقييد إمكانية الحركة من مدينة جنين وإليها".
ويستخدم معبر "الجلمة" لمرور الأفراد والبضائع بين إسرائيل وشمالي الضفة الغربية.
وأشار البيان، إلى أن بينيت عقد صباح الجمعة، جلسة لتقييم الأوضاع في أعقاب العملية شارك فيها كل من وزير الدفاع يني غانتس، ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف، ورئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، إضافة لقادة ومسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين".
إطلاق نار يسفر عن قتيلين وعدد من الجرحى.. حرب الشوارع تعود من جديد إلى قلب إسرائيل#فلسطين pic.twitter.com/aK1CnDxMkb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 7, 2022
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قد قالت إن منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب، التي أدت إلى مقتل إسرائيليين إثنين وإصابة 9 آخرين، هو الفلسطيني رعد حازم (27 عامًا) ومن سكان مخيم جنين.
وأضافت أن حازم "ليس لديه سوابق أمنية كما أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم".
وصباح الجمعة، نقلت وسائل إعلام عبرية، بينها قناة "كان" (رسمية)، عن جهاز "الشاباك"، قوله إنه قتل منفذ العملية بعد أن كان متحصنًا داخل مسجد بمدينة يافا، المحاذية لتل أبيب.
عباس يدين عملية "تل أبيب"
بدوره، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، عملية إطلاق نار في وسط مدينة تل أبيب، حسبما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وأكد عباس أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعًا إلى تحقيق الاستقرار، خصوصًا خلال شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية المقبلة".
وشدّد على خطورة استمرار الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والأعمال الاستفزازية لمجموعات المستوطنين المتطرفين في كل مكان.
وحذّر من استغلال هذا الحادث المدان للقيام باعتداءات وردود فعل على الشعب الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم.
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر والسليم لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة.
"رد طبيعي ومشروع"
وكانت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" أكدت في بيان أن الهجوم (تل أبيب) هو رد طبيعي ومشروع على تصعيد الاحتلال جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى.
واعتبرت أن "استمرار إرهاب الاحتلال وجرائمه ومحاولات تهويده للقدس، وتقديم القرابين في باحات المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم، في ما يسمى عيد الفصح تقف دونه الدماء والرصاص، فشعبنا لن يسمح بذلك، ومقاومتنا ستقف بالمرصاد لكل من يفكر بالمساس بقدسنا وأقصانا والأيام شاهدة على ذلك".
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن عودة العمليات الفدائية داخل العمق الإسرائيلي هي نتيجة للعدوان الذي تجاوز كل الحدود.
وشددت على أن "العدو يدفع جزءًا من الثمن جراء كل جرائمه وإرهاب مستوطنيه بحق أهلنا في القدس والضفة، وأن هذه العملية هي رسالة واضحة للعدو بأن عليه أن يتوقف عن اقتحاماته للمسجد الأقصى، وأن إقدام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة باقتحام الأقصى سيترتب عليه مزيدًا من المقاومة والعمليات الفدائية".
فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك عملية تل أبيب وتعتبرها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال#فلسطين pic.twitter.com/pw6bKyM9hY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 8, 2022
الاعتداءات الإسرائيلية
وعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية، اعتقل الجيش الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر الجمعة، فلسطينيين اثنين، بعد إطلاق النار عليها، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان: إن "قوة إسرائيلية أطلقت النار على فلسطينيين اثنين، على مدخل بلدة ترمسعيا شمالي رام الله".
وأوضح الشهود، أن المواطنين أصيبا بجروح، لم تعرف طبيعتها بعد.
وأضافوا، إنه جرى اعتقال المواطنين من قبل الجيش الإسرائيلي، من دون معرفة مزيد من التفاصيل.
مصادر صحفية: جيش الاحتلال يعتقل الشابين أسيد حمايل ونسيم شومان من قرية خربة أبو فلاح بعد إطلاق الرصاص عليهما عند مدخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله. pic.twitter.com/LSe1yCIS8T
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 7, 2022
كما أصيب 3 شبان بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحيط مصانع "غيشوري" الإسرائيلية، غرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا الأعيرة النارية والمطاطية صوب الشبان، ما نتج عنه إصابة ثلاثة منهم بالرصاص الحي في الظهر والفخذ.
وأشارت إلى أنه تتراوح أعمارهم ما بين 20-22 عامًا، وجرى نقلهم لإحدى مشافي طولكرم.
وبالتزامن، شن مستوطنون يهود اعتداءات على مركبات فلسطينية في عدة مواقع بالضفة الغربية.
كما هاجم مستوطنون فجر اليوم الجمعة، مركبات الفلسطينيين بالحجارة، قرب مدخل بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
ومؤخرًا، تزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، حيث يتهم الفلسطينيون السلطات الإسرائيلية، بالتغاضي عن تلك الاعتداءات، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
ويعيش حوالي 650 ألف إسرائيلي متطرف حاليا في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية.