قتل إسرائيليان على الأقل وسقط العديد من الجرحى في هجوم جديد مساء الخميس في تل أبيب، حيث أفاد شهود عيان بحدوث فوضى وسط المدينة، وحالة هلع بين المستوطنين.
وتحدّث مراسل "العربي" عن حالة توتر وهلع بعد الحادث، الذي جاء في ظلّ إجراءات أمنية استثنائية وغير مسبوقة، بعد موجة من العمليات الفدائية في الفترة الأخيرة.
وتضاربت الروايات حول طبيعة الهجوم وكيفية حصوله، حيث أشارت بعض المصادر إلى اعتقال منفذه، فيما تحدّثت معلومات أخرى عن وجود عدد من المهاجمين، تمكّن أحدهم على الأقل من الفرار.
ولعلّ ما عزّز حالة "الفوضى" هذه تمثّل في قول المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، بعد الكشف عن حصيلة الهجوم، إن الحادث في تل أبيب لم ينتهِ بعد، ولم تتم السيطرة عليه حتى اللحظة.
#فيديو| مشاهد للمبنى الذي تحاصره قوات الاحتلال في "تل أبيب" للاشتباه بوجود منفذ آخر يتحصن داخله pic.twitter.com/H4ojiGZstv
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 7, 2022
روايات متضاربة
بحسب مراسل "العربي"، فإنّ السلطات الإسرائيلية تعاملت مع الحادث منذ اللحظة الأولى على أنه عملية أمنية على غرار العمليات الفدائية الأخيرة.
وأوضح أن معلومات أولية تتحدث عن وجود أكثر من منفذ، وأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على أحدهم فيما لاذ آخر بالفرار. ولفت إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية تحاصر منزلًا وسط تل أبيب يشتبه في أنّ مسلّحًا يتحصّن فيه.
لكنّ الروايات حول الحادث وعدد منفّذيه بقيت متضاربة، فيما جاءت روايات الشهود لتعزّز من حالة "الغموض"، وقبل ذلك "الفوضى" التي تسبّبت بها الحادث، ووثّقت تسجيلات مصوّرة لحظات "هروب" المستوطنين.
وفي وقت لاحق، ذكر مراسل "العربي" أنّ الشرطة الإسرائيلية ترجّح أن يكون شخص واحد خلف الهجوم، وأشار إلى أنّها دفعت بتعزيزات كبيرة نحو منطقة إطلاق النار.
#شاهد| لحظة وقوع انفجار وإطلاق نار أثناء البث المباشر من مكان عملية إطلاق النار في تل أبيب تابعوا آخر المستجدات ومقاطع الفيديو على تلغرام شهاب: https://t.co/evSBgGzymT pic.twitter.com/FJQPkYHkJ7
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 7, 2022
وقالت "نجمة داود الحمراء" للإسعاف في بيان موجز إنها عالجت عدة مصابين بعضهم في وضع حرج نقلوا إلى مستشفى إيخيلوف.
وبعد فترة وجيزة، أعلن المستشفى وفاة شخصين وثمانية جرحى في هذا الهجوم الذي يُعَدّ الثاني من نوعه خلال تسعة أيام في منطقة تل أبيب والرابع خلال أقل من ثلاثة أسابيع في الأراضي المحتلة.
وعاد المتحدث باسم "نجمة داود الحمراء" وأكد مقتل شخصين ونقل 16 شخصًا إلى المستشفيات أربعة منهم إصاباتهم بالغة.
عمليات البحث جارية للإطاحة بمنفذ العملية.. آخر تطورات عملية إطلاق النار في تل أبيب مع مراسلنا pic.twitter.com/SuflVwnUgH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 7, 2022
"أجواء حرب.. أشخاص يبكون ويركضون"
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود أنهم سمعوا طلقات نارية وعاينوا مشاهد فوضى وسط مدينة تل أبيب حيث قالت الشرطة الإسرائيلية إنها عززت انتشارها.
ونقلت عن أحد العمّال في مطعم قريب من مكان الهجوم قوله: "إنها أجواء حرب والجنود والشرطة في كل مكان.. فتشوا المطعم في حين كان أشخاص يبكون ويركضون في كل الاتجاهات".
وقالت مستوطنة أخرى للوكالة إنّها شعرت "بالاستنفار" بينما كانت الشرطة تبحث عن المنفذين.
#فيديو آخر من مكان عملية إطلاق النار في تل أبيب pic.twitter.com/DQLnQKP5bg
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 7, 2022
وعزّزت الشرطة أجواء "الاستنفار" هذه بدعوتها المستوطنين إلى عدم الخروج من منازلهم، حيث قالت في بيان: "تدعو الشرطة الناس إلى التزام بيوتهم والسماح للقوات بالتعامل مع الحادث الذي لا يزال مستمرًا من أجل تحديد مكان المشتبه بهم".
وأكدت الشرطة أن "مئات من عناصر الشرطة القتالية والقوات الأخرى تجري عمليات بحث مكثفة داخل المجمع وحوله" حيث وقع الهجوم.
#فيديو| استنفار قوات الاحتلال في موقع عملية إطلاق النار في "تل أبيب". pic.twitter.com/QUr8ov3i6E
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 7, 2022
بينيت يتوجه إلى مكان الحادث
من جانبه، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مقر الجيش في تل أبيب، حيث يتلقى آخر المعلومات حول هذا الهجوم الرابع خلال أسبوعين ونيف، بحسب ما أفاد مكتبه.
ومنذ 22 مارس/ آذار الماضي، قُتل 11 شخصًا، في سلسلة عمليات منفصلة، نفّذها فلسطينيون.
ففي ذلك التاريخ، أدّت عملية دهس وطعن في مدينة بئر السبع إلى مقتل 4 إسرائيليين، فيما قُتل في 27 من الشهر نفسه شرطيان إسرائيليان في إطلاق نار بمدينة الخضيرة.
وفي 29 مارس، قُتل 5 إسرائيليين في هجوم نفّذه ضياء حمارشة بمدينة بني براك قرب تل أبيب.
ويتخوّف الاحتلال من أن تُشكل هذه العمليات، مصدر إلهام، لفلسطينيين آخرين، لتنفيذ عمليات جديدة ضده.
وفي هذا الصدد، أشارت إذاعة "كان" العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن عملية عسكرية موسعة في مناطق فلسطينية متفرقة، تحت اسم "كاسر الأمواج".
وتجد أجهزة الاحتلال الأمنية صعوبة في التصدّي لموجة العمليات، كونها "فردية"، وينفذها فلسطينيون بشكل ذاتي ومن دون مساندة من فصائل، وهو ما يصعب عمل أجهزة الاستخبارات، ويحد من القدرة على "الردع".