الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عيد الفطر في اليمن.. هدنة هشة وظروف اقتصادية صعبة وحريق بمخيم للاجئين

عيد الفطر في اليمن.. هدنة هشة وظروف اقتصادية صعبة وحريق بمخيم للاجئين

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول الهدنة المترنحة في اليمن (الصورة: غيتي)
يحلّ عيد الفطر على اليمنيين في ظل هدنة أُعلنت الشهر الماضي، وتبادلت الحكومة وجماعة الحوثي اتهامات بخرقها، لكن الاتفاق نجح في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

تتشابه أيام اليمنيين في ظل الحرب، فلا فرق بين العيد وغيره، إذ تظل المعاناة سمة مشتركة لحياة الملايين منهم، ما يجعل همهم الأوحد تأمين متطلباتهم اليومية.

استعدادًا لعيد الفطر، جال محمد غالب على عدد من محلات بيع الألبسة بما فيها مراكز التسوق الكبرى بحثًا عن ألبسة مناسبة لأطفاله، لكنه لم يجد مبتغاه فقدرته الشرائية محدودة بينما أسعار الملابس في تصاعد دائم.

يقول المواطن اليمني إنّ الأسعار تفوق قدرته، مشيرًا إلى أنه جال على عدة محلات فلم يجد بضاعة جيدة ولا أسعارًا تناسب ميزانيته.

وتكرّر مراكز البيع في اليمن بضاعتها من الألبسة وتشكو قلة الزبائن في الوقت ذاته. في أحدها، يبدأ سلمان عمله بترتيب البضائع وعرضها بانتظار قدوم الزبائن. 

لكنه يوضح أن السوق لم يشهد تراجعًا في عملية البيع والشراء كما هو الحال في هذا العام، نظرًا للأوضاع التي يعيشها الناس في ظل الحرب.

وهذا التراجع في البيع طال المكسرات وحلوى العيد، التي تُسمى في البلاد بـ"جعالة العيد". ففيما تمثل تقليدًا لازمًا في المناسبة منذ عقود، إلا أن معظم اليمنيين تنازلوا عنها بسبب الأسعار الباهظة، فضلًا عن عدم حصول الموظفين على مرتباتهم منذ سنوات.

ويقول المواطن العدني أحمد غيلان إنّ القدرة الشرائية لليمنيين باتت تقتصر على تغطية الأساسيات، أما حلوى العيد فباتت من الكماليات. 

ويشير إلى أن الإقبال عليها أصبح شحيحًا، نظرًا إلى قلة الدخل والأزمة التي يعاني منها المواطنون اليمنيون. 

وكانت عوامل الحرب والحصار وإغلاق الموانئ قد فاقمت من معاناة اليمنيين، وساهمت كثيرًا في تعقيد إجراءات دخول الواردات إلى البلاد سواء من الألبسة أو غيرها.

حريق في مخيم لاجئين

ومما يُضاف إلى مآسي اليمنيين، اندلاع حريق في مأوى 4 أسر بمخيم للنازحين في محافظة مأرب اليمنية عشية عيد الفطر.

وأفاد بيان صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، بنشوب الحريق في "مخيم جو النسيم" في مأرب، مشيرًا إلى أن "السلطة المحلية أغاثت النازحين بمأوى مكوّن من خيمتين، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية ومفروشات لكل أسرة".

ولم يتطرق البيان إلى أسباب الحريق أو وجود إصابات بشرية.

ولا تُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سقط العديد من الضحايا جرّاء اندلاع حرائق في مخيمات نازحين بمأرب، بسبب انعدام وسائل الأمان والسلامة.

وتُعتبر مأرب أهم معقل للنازحين، حيث تأوي أكثر من مليوني نازح، من أصل 4.3 ملايين شخص نزحوا في أرجاء اليمن منذ بدء الحرب.

ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ودخلت هدنة في اليمن حيّز التنفيذ الشهر الماضي، بوساطة من الأمم المتحدة، على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل في الصراع بعد حرب مدمرة.

ودعت الأمم المتحدة إلى الاستفادة من "فرصة" الهدنة لزيادة وصول المساعدات للبلد الغارق في الحرب، حيث تسعى المنظمات الإنسانية لجمع أكثر من 4 مليارات دولار خلال 2022.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، فقد تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي اتهامات بخرق الهدنة، لكن الاتفاق نجح في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة