وسط أجواء من القيود الصارمة للعام الثاني على التوالي جراء تفشي فيروس كورونا، احتفل الفلسطينيون وحدهم من الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي، بعيد الميلاد، في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ليل الجمعة – السبت.
وترأس القداس، بطريرك القدس للاتين بيير باتيستا بيتسابالا، بمعاونة لفيف من المطارنة، والكهنة، والرهبان والراهبات، وطلاب المعهد الإكليريكي، والشمامسة.
وخلال القداس، دعا بطريرك القدس والأردن وسائر الديار المقدسة بيير باتيستا بيتسابالا، إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ولشعب سئم الانتظار حتى يعيش بحرية.
وأكد البطريرك أن صوت ألم الفلسطينيين "مرتفع جدًا ويصمّ الآذان"، مضيفًا أنهم "شعب يطالب بالعدالة ويريد أن يعرف الحرية".
وشدّد بيتسابالا على أن الشعب الفلسطيني لا يريد فقط الحصول على تصاريح دخول أو خروج إسرائيلية، أو تصاريح عمل أو غير ذلك، إنما الحاجة هي "للحقوق وإنهاء سنوات من الاحتلال والعنف وما ينجم عنه من نتائج مأساوية".
ودعا إلى "خلق علاقات جديدة لا يسودها عدم الثقة، بل الثقة".
وعن احتفالات عيد الميلاد هذا العام، اعتبر أنها تجري بفرحة وبهجة وبحشد من الحضور خلافًا لما كانت عليه الحال العام الماضي، لكنه لفت إلى أن الفرحة غير مكتملة لغياب الحجيج من الخارج للسنة الثانية، بسبب حالة الطوارئ الصحية لانتشار فيروس كورونا، التي قال إنها استغرقت أكثر من المتوقع.
وأعرب بيتسابالا عن سعادته "لوجود بعض المؤمنين من قطاع غزة".
أجواء متواضعة
وفي هذا السياق، أكد مراسل "العربي" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سمحت لـ468 مسيحيًا بالوصول إلى بيت لحم من قطاع غزة.
وأضاف المراسل أن المشاركة في احتفالات عيد الميلاد، كانت متواضعة بسبب غياب السياح الأجانب، وتقطيع أوصال الضفة الغربية والداخل من قبل الاحتلال.
ونوه المراسل إلى أن هذه المناسبة لطالما شكّلت فرصة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولكن غياب السياح والوفود الأجنبية أدى لتراجع الأوضاع في المدينة التي تعاني من الاحتلال ومن آثار فيروس كورونا.
ووصل موكب البطريرك بيتسابالا، مساء الجمعة، إلى مدينة بيت لحم قادمًا من مدينة القدس، إيذانًا ببدء احتفالات عيد الميلاد.
اشتية يحضر القداس
وحضر الاحتفال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ممثلًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى عدد من المسؤولين المحليين والدوليين ورجال الدين المسيحيين.
واستبق اشتية قداس منتصف الليل بحضور عشاء الميلاد في دير الفرنسيسكان بمدينة بيت لحم، نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي كلمته نيابة عن الرئيس، أكد اشتية، أن الكل يريد العيش بسلام مبني على الحق والعدل وكرامة الإنسان.
وأضاف وفق بيان وزعه مكتبه: "الاحتفالات في فلسطين فيها بهجة العيد، فالعيد يجمعنا، والاحتلال يفرقنا بالحواجز والجدار الذي يلف القدس وبيت لحم، والحصار على غزة".
وشارك الجمعة أكثر من 3500 عنصر في تقديم عروض كشفية في بيت لحم، احتفالًا بالعيد، بعدما وصل موكب الميلاد من بطريركية اللاتين في باب الخليل بالبلدة القديمة بمدينة القدس إلى ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى عليه السلام ولد في الموقع الذي قامت عليه.
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي من بينها الكاثوليك، بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي بينها الأرثوذكس"، بالعيد يوم 7 يناير/ كانون الثاني.