الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عينها على ما فعلته ليز تراس.. جورجيا ميلوني بين التحديات وتنفيذ الوعود

عينها على ما فعلته ليز تراس.. جورجيا ميلوني بين التحديات وتنفيذ الوعود

شارك القصة

نافذة عبر "العربي" على التحدّيات التي تنتظر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (الصورة: رويترز)
تتسلّم جورجيا ميلوني زمام السلطة التنفيذية في إيطاليا وعينها على ما فعلته نظيرتها السابقة البريطانية، وهي لا تريد الإفراط في تقديم خطط اقتصادية غير واقعية.

تواجه رئيسة الوزاء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني سلسلة تحديات يتقدمها التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له منذ 37 عامًا.

تتسلّم زمام السلطة التنفيذية في بلادها وعينها على ما فعلته نظيرتها السابقة البريطانية ليز تراس؛ وهي لا تريد الإفراط في تقديم خطط اقتصادية غير واقعية قد تطيح بها سريعًا.

فرفع سقف الشعارات إن عُد أمرًا سهلًا مقارنة بتنفيذها، إلا أن فشل تحويلها إلى واقع ملموس يترتب عليه دفع ثمن غال قد يكلّف صاحبه منصبه.

وصول جورجيا ميلوني

وترزح إيطاليا، التي لم تعد بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا كما قبلها، تحت ضغط التضخم المقدر بـ9%، وعجز في ميزان التجارة الخارجية فاق 10 مليارات دولار خلال أغسطس/ آب الماضي.

هذه المعطيات كانت قد لعبت الدور الأبرز في وصول اليمين إلى السلطة لتحل جورجيا ميلوني محل ماريو دراغي، الذي لم تسعفه خبرته بوصفه رئيسًا سابقًا للبنك المركزي الأوروبي في درء المصاعب التي تواجهها بلاده، بعدما وصل معدل البطالة فيها إلى 8%.

إلى ذلك، يتزامن وصول ميلوني مع حلول الشتاء وتزايد حاجة قاطني ميلانو ونابولي وتورينو إلى مصادر التدفئة. 

ويأتي أيضًا عقب أيام من وقف العملاق الروسي "غاز بروم" إمداداته إلى بلادها، بعدما كانت موسكو تزوّد روما بـ40% من احتياجاتها.

وقد ساعد دراغي خليفته في حل تعقيدات هذه الملفات الضاغطة، حين اتفق مع الجزائر في يوليو/ تموز الماضي على زيادة تدفقات الغاز إلى بلاده.

ضبط إيقاع المديونية

في سياق متصل، أبقت ميلوني على جانكارلو جورجيتي وزيرًا للاقتصاد، حيث ستناط بالمدقق المالي والمستشار الضريبي السابق مهمة ضبط إيقاع المديونية، التي تمثل 160% من الناتج المحلي للبلاد.

كما يُراهن عليه في درء الانكماش المتوقع خلال العام المقبل؛ عبر توظيف خبراته لإطلاق محفّزات تعين القطاع الخاص على الاضطلاع بدوره في نمو الاقتصاد.

بدورها الأسر، وبعدما تعهدت لها ميلوني أثناء حملتها الانتخابية بإجراء تدخلات عاجلة، فتنتظر ترجمة الوعود إلى واقع ملموس.

وبينما أنفقت حكومة دراغي هذا العام 65 مليار دولار على الإعفاءات الضريبية والإعانات من أجل مساعدة المواطنين على دفع فواتير الطاقة المتصاعدة أثمانها، يتمنى الإيطاليون استمرار هذا الرقم مع أول رئيسة للوزراء في تاريخ بلادهم.

"تغيير من حيث الشكل"

يشير البرلماني السابق عدي حسن رمضان، إلى أن مجيء جورجيا ميلوني غيّر من حيث الشكل، أما في المضمون فلم يتغير شيء.

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من روما، أنه من حيث الشكل، تعتلي امرأة للمرة الأولى سدة رئاسة الحكومة الإيطالية، وتوصف أيضًا بأنها آتية من قبل ما يُسمى اليمين المتطرف.

أما من حيث المضمون، فيقول إنه لن يتغيّر قيد أنملة عن سياسة حكومة سلفها ماريو دراغي، لافتًا إلى أن ميلوني أكدت في ما يخص التحالفات الخارجية التزامها الكامل ودون أي إعاقة أمام حلف شمال الأطلسي، والتزامها المطلق بدعم كييف في الأزمة الأوكرانية الروسية، وكذلك مواصلة انتمائها إلى الأمة الأوروبية.

ويردف بأن ما تقدم يعني أن السياسات السابقة بدءًا من مرحلة ماريو مونتي عام 2011، وحتى هذه اللحظة، لن تتغير قيد أنملة فيها، سواء من الناحية الداخلية أو الخارجية. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي