عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الثلاثاء، جدعون ساعر رئيس حزب "اليمين الوطني" وزيرًا للخارجية بدلًا من يسرائيل كاتس الذي تولّى حقيبة الأمن خلفًا ليوآف غالانت المقال.
وبعدما كان القوة الأبرز خلف توسيع العمليات العسكرية في لبنان في سبتمبر/ أيلول، أُقصي يوآف غالانت في يوم انشغال الولايات المتحدة، الداعم الأكبر لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا، بانتخاباتها الرئاسية، وبعد أشهر من التباينات مع نتنياهو بشأن مآلات الحرب في القطاع الفلسطيني.
وكان ساعر قد انضم إلى حكومة نتنياهو في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعدما صادق أعضاؤها على ضم حزب "اليمين الوطني" إليها وتعيين ساعر، وزيرًا بلا حقيبة في تشكيلتها الحالية.
ووقتها، سادت تكهنات بتعيين نتنياهو لساعر في منصب وزير الأمن، وسط تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء وغالانت، قبل أن يعلن نتنياهو أمس تعيينه وزيرًا للخارجية.
وكان ساعر قد أعلن في 26 مارس/ آذار الماضي استقالته من الحكومة، بعد انقضاء مهلة منحها لنتنياهو بضمه لمجلس الحرب (جرى حله لاحقًا).
وقبل ذلك كان ساعر وزيرًا بلا حقيبة في "حكومة الوحدة الوطنية"، التي جرى تشكيلها بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي 12 مارس الماضي، أعلن ساعر إنهاء شراكته السياسية مع بيني غانتس الذي كان وقتها وزيرًا بمجلس الحرب.
من هو جدعون ساعر؟
سيرة جدعون ساعر السياسية مليئة بمحاولات حجز مكان له في المشهد السياسي الإسرائيلي، فالرجل المولود عام 1966 من والدين من أصل أرجنتيني، كان قد أعلن الانشقاق عن حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو وتشكيل حزب "أمل جديد" الذي تغير اسمه لاحقًا إلى "اليمين الوطني"، وذلك في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2020.
تدرج في الجيش وكان ضابطًا استخباراتيًا في لواء غولاني، ثم قام بدراسة العلوم السياسية، فالقانون.
وقد شغل ساعر مناصب عدة كوزير العدل، ونائب رئيس وزراء إسرائيل، ووزير التعليم، ووزير الداخلية، وكان عضوًا في الكنيست عن حزب الليكود.
على مر السنين، قدم ساعر موقفًا متشددًا تجاه أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وانتقد اتفاق التهدئة مع حماس في نهاية عملية "الرصاص المصبوب" في أوائل عام 2009، وادعى أنه "من المشكوك فيه للغاية ما إذا كانت الترتيبات التي يتم تشكيلها في محادثات القاهرة ستكون قادرة على إغلاق قطاع غزة، ومنع استمرار التهريب".
خلال الحرب الإسرائيلية على غزة صيف 2014، انتقد ساعر طريقة إدارة العملية ووصف الحملة بأنها "فاشلة"، قبل أن ينضم عام 2015 إلى معهد دراسات الأمن القومي (INSS) كزميل كبير، وبدأ بنشر مقالات ودراسات سياسية داخله.
منطقة عازلة
في 2016 نشر مقالًا قصيرًا تحت عنوان "نظرة لإسرائيل، الغرب وتحدي الهجرة"، أعرب فيه عن دعمه لمنع لم شمل عائلات الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية ومن يعيشون داخل الخط الأخضر.
وفي عام 2022، أعرب ساعر عن رفضه القاطع لإعادة استقدام العمال من غزة للعمل في إسرائيل.
وحول الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين، قال ساعر متسائلًا ومجيبًا في الوقت نفسه: "من الذي تسبب في حقيقة وجود دعم عالمي لهذا الهراء المسمى بالدولتين؟ نحن (إسرائيل)"، على حد تعبيره.
ودعا ساعر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى إقامة منطقة أمنية عازلة بقطاع غزة تمنع وصول الفلسطينيين إلى الخط الحدودي، وفق صحيفة "ماكور ريشون" العبرية.
وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار المؤقت كجزء من صفقة لإطلاق سراح الأسرى، قال ساعر حينها: "لا نستبعد أي وسيلة لإعادة المختطفين إلى إسرائيل".
لكنه أوضح: "لن يكون هناك أي وقف إطلاق نار ذو طبيعة مؤقتة، لأننا لم نحقق أهداف الحرب ولن نحافظ على وقف دائم لإطلاق النار".
وفي فبراير/ شباط الماضي، صوّت ساعر خلال جلسة للحكومة الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية.
وخلال الشهر الماضي، أدلى ساعر بشهادته كجزء من لجنة التحقيق المدنية في أحداث السابع من أكتوبر. وقال وقتها: "7 أكتوبر هو نتيجة 30 عامًا من السياسية الخاطئة (..) الانسحاب الأحادي الجانب من لبنان وغزة تسبب في فقدان السيطرة".