السبت 16 نوفمبر / November 2024

صراع داخل إسرائيل.. كيف ينعكس على خطط نتنياهو في غزة ولبنان؟

صراع داخل إسرائيل.. كيف ينعكس على خطط نتنياهو في غزة ولبنان؟

شارك القصة

سرّبت هيئة البث الإسرائيلية خبرًا يفيد بسعي بنيامين نتنياهو إلى إقالة وزير الأمن يوآف غالانت
سرّبت هيئة البث الإسرائيلية خبرًا يفيد بسعي بنيامين نتنياهو إلى إقالة وزير الأمن يوآف غالانت - حساب وزير الأمن الإسرائيلي على إكس
تشير أوساط إسرائيلية إلى تحويل الخلاف المفترض بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير أمنه إلى فرصة لترسيخ المواقف التي تؤدي إلى توسيع رقعة الحرب.

بدأ الصراع العميق في الساحة السياسية الإسرائيلية يطفو على السطح، والمعادلة الناظمة له هي ميادين الحرب. وقد تطيح الخلافات الحادة في السياسات الأمنية بوزير الأمن يوآف غالانت الذي وصف أساسًا هذا العام بـ"عام الحرب". 

وأكد غالانت بعد لقائه المبعوث الأميركي آموس هوكستين في تل أبيب أنّ الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي القوة العسكرية.

فرصة لترسيخ المواقف

وعلى إيقاع تأجيل الاجتماع الوزاري المصغَّر في إسرائيل، سرّبت هيئة البث خبرًا يفيد بسعي نتنياهو إلى إقالة غالانت، والمرشَّح لخلافته هو جدعون ساعر، الذي وصف اتفاق وقف إطلاق النار بـ"الخنوع لحركة حماس".

وقد نفى مكتب نتنياهو الأنباء المتعلقة باختيار ساعر وزيرًا للأمن، لكنّه لم ينف الأنباء عن إقالة محتملة لغالانت، فهذه الخطوة قد تكون وشيكة، وفقًا لما ذكرته منصات إسرائيلية بأنّ نتنياهو سيتحجّج بذريعة أن غالانت يعارض توسيع الحرب على لبنان، من أجل تبرير قرار الإقالة.

وتشير أوساط إسرائيلية إلى تحويل الخلاف المفترض بين نتنياهو ووزيره إلى فرصة لترسيخ المواقف التي تطيح بغالانت وتؤدي إلى توسيع رقعة الحرب، فيما تؤكّد تحكُّم رئيس الوزراء الإسرائيلي في مفاصل السياسة الأمنية وتوجيهها وفقًا لرؤاه الخاصة في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية إضافية وتعزيز قبضته على السلطة، في وقت تمر فيه إسرائيل بتحديات داخلية وخارجية معقدة.

ويتصاعد المشهد الميداني في جنوب لبنان والجبهة الشمالية، فحزب الله يستهدف الجليل الأعلى بعد قصف إسرائيلي لبلدات جنوبي لبنان.

وفي الأثناء، يزور المبعوث الأميركي آموس هوكستين تل أبيب في ظل ما تصفه واشنطن بالجهود الدائمة لخفض التصعيد وإنضاج الحل الدبلوماسي.

ويتزامن هذا مع تقديرات تشير إلى معطيات بعدم تحقيق تقدم في المفاوضات بخاصة مع رفض إسرائيل لمقترح أميركي يقوم على ترسيم الحدود البرية مع لبنان وحديث نتنياهو عن ضرورة التغيير الجوهري في الوضع الأمني لإعادة السكان إلى الشمال.

اطمئنان لبناني

وفي هذا الإطار، يشير مسؤول القسم السياسي في صحيفة "المدن" منير ربيع إلى أن لبنان يعيش على إيقاع ضجيج إسرائيلي متزايد بشأن الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية ضد حزب الله.

لكنه يعتبر، في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، أن هناك نوعًا من الاطمئنان لدى المسؤولين اللبنانيين بسبب الأجواء التي نقلها الأميركيون، والتي تفيد بأن واشنطن لا تزال قادرة على منع إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية أو توسيع رقعة الحرب.

ويلفت ربيع إلى أن حزب الله وحركة أمل، باعتبارهما معنيين بمساعي هوكستين، يعتبران أن "المواجهة غير حتمية ولا تشير إلى استعدادات عسكرية إسرائيلية فعلية تؤشر إلى تغيّر نوعي في العمليات العسكرية".

وبحسب ربيع، يرى حزب الله أن إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه تل أبيب يمثل "رسالة واضحة بشأن إعادة تفعيل وحدة الجبهات، وهو ما ساهم في لجم التصعيد الإسرائيلي"، حسب قوله.

كما يشير مسؤول القسم السياسي في صحيفة "المدن" إلى أن الإسرائيليين استبقوا زيارة هوكستين بتسريبات بشأن المقترح الذي يحمله حول الجبهة الشمالية، وأشاروا إلى أن النقاط التي يتضمنها المقترح تمثل استفزازًا لإسرائيل.

نتنياهو "لا يهتم بالشارع الإسرائيلي"

من جهته، يرى الباحث في مركز "مدى الكرمل" د. مهند مصطفى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من داخل حكومته لإقالة غالانت منذ أشهر.

وفي حديثه للتلفزيون العربي من أم الفحم، يعتبر مصطفى أن نتنياهو يريد إقالة غالانت لضم حزب يميني إلى الحكومة من أجل تعزيز استقرارها، الأمر الذي قد يخفف من وطأة المعارضة ضد إقالة غالانت.

ويشير الباحث في مركز "مدى الكرمل" إلى أن نتنياهو، بعد سنة من الحرب على غزة، يشعر بأنه "غير مهتم بالشارع الإسرائيلي وموقفه المعارض لإقالة غالانت"، لكنه يرى أن تعيين جدعون ساعر المحتمل يُعد مؤشرًا على توسع الحكومة وجعلها أكثر تطرفًا.

ويصفه مصطفى بأنه "أكثر راديكالية من نتنياهو، حيث يرفض وقف الحرب على قطاع غزة وأي صفقة لتبادل الأسرى".

وبحسب مصطفى، "فإن دخول ساعر إلى الحكومة يعني عمليًا إنهاء الأمل بالتوصل إلى مقترح لتبادل الأسرى".

ويشرح أن سبب معارضة تعيين ساعر في الحكومة "ليس ذا طابع سياسي إيديولوجي، بل يدخل في حسابات التنافس الشخصي داخل حزب الليكود على خلافة نتنياهو بعد الحرب".

"الوقت عصيب لتوسيع النزاع"

وبشأن الرؤية الأميركية، يرى رئيس مكتب إيران في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقًا، نورمان رول، أن أفضل ما يمكن أن تقوم به واشنطن في الوقت الحالي هو تأخير أي عملية في الشمال، لافتًا إلى أن ما تخطط إسرائيل للقيام به في الشمال قد لا يكون اجتياحًا بريًا، بل استمرار ضرباتها ضد حزب الله.

ويوضح رول أن واشنطن ترى أن "الوقت عصيب لتوسيع النزاع واستمراره".

ويعتبر رول أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون باتجاه تل أبيب لا يمثل تغييرًا إستراتيجيًا، لأن جماعة الحوثي والفصائل العراقية وحزب الله أعلنوا وحدتهم مع حماس منذ بداية الحرب.

ويلفت إلى أن انعدام اليقين بشأن ما قد يحصل على الجبهة الشمالية يدفع هوكستين إلى حث إسرائيل على عدم القيام بأي تحرك إضافي على هذه الجبهة، لكنه يشير إلى أن "الإسرائيليين يجب أن يفعلوا شيئًا لدفع حزب الله إلى الوراء، وهذا سيتضمن إجراءً عسكريًا".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي