يختلط مشهد نهر دجلة في الموصل بغابتها، حيث تطغى مشاهد الخراب على أغلب المساحات الخضراء في المدينة. فأكثر من 600 دونمًا تتوسط المدينة كانت متنفسًا لسكانها، تضرر أكثر من 80% منها بفعل حرب استعادة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم "الدولة".
وخسرت الغابات أشجارها وتراجع الاهتمام برعايتها. ويقول مدير شعبة غابات الموصل زيد مشير: إن "عدد الكوادر قليل جدًا بالإضافة إلى قلة الآليات، لضعف التخصيصات"، مشيرًا إلى أن عدد الكوادر كان يتراوح من 300 إلى 400 عامل، أما اليوم فلا يتجوز الـ 20 عاملًا ككادر كامل.
وتنتشر الحرائق في الغابات سريعًا، بسبب عدم إزالة الحشائش، بالإضافة إلى عدم صلاحية أنظمة الري التي تجعلها عرضة للعطش والنار.
ويوضح أحمد عبد الغني مدير القسم الفني في شعبة الغابات أن "أنظمة الري أُتلفت جراء الحرب"، لافتًا إلى أنه في حال استبدلت أنظمة الري بمنظومة حديثة، يمكن عندها ربطها بنهر دجلة لري الغابة.
وأُنشئت غابات الموصل في الساحل الأيسر للمدينة عام 1954، وسميت حينها غابة الحدباء النموذجية، لكنها لم تعد نموذجية.
فإزالة المخلفات الحربية هي الخطوة الأولى لإعادة ما فقدته من أشجار بحسب إدارة الغابات في الموصل، لكن العمل متوقف منذ 3 سنوات لانعدام الإمكانيات، ما يجعل الدخول إليها رحلة محفوفة بالمخاطر.
مخلفات الحرب أبرز التحديات
وفي هذا الصدد، يوضح مدير شعبة "غابات الموصل" زيد مشير، أن مشاكل عديدة واجهت الشعبة بعد تحرير الموصل، منها مشكلة الألغام التي خلفتها الحرب، مضيفًا أن أي منطقة يتم إزالة الألغام منها بشكل كامل تسلم إلى شعبة الغابات وبلدية الموصل لتتم إعادة تأهيلها وزراعتها.
ويقول في حديث لـ "العربي" من الموصل: إنه "تم تنظيف أكثر من 60% من مساحة الغابات، حيث تم زرع أكثر من 21 ألف شجرة في الغابات.
ويلفت إلى أنهم يزرعون الأشجار التي تتناسب مع الظروف الجوية والمناخية لمدينة الموصل، بينها أشجار الصنوبر.