استشهد ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف فجر اليوم الأربعاء منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مصادر محلية، فإن معظم الشهداء في مخيم النصيرات من النازحين وتم انتشالهم من تحت أنقاض المنزل، بينما أصيب آخرون بجروح مختلفة جراء القصف العنيف الذي نفذه طيران الاحتلال.
وكان مراسل "العربي" صالح الناطور قد ذكر أن الاحتلال الإسرائيلي نفّذ غارتين عنيفتين؛ طالت إحداها مخيم النصيرات حيث تم استهداف منزل متعدد الطوابق وفيه أعداد كبيرة من السكان.
ولفت الناطور إلى أن الغارة الثانية طالت مبنى سكنيًا في مناطق غرب مدينه غزة، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى لم يعرف عددهم النهائي حتى الساعة بسبب استمرار وصعوبة عمليات البحث.
إلى ذلك، استشهد عدد من الفلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال على منطقة السدرة بحي الدرج شرق مدينة غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي على مناطق أخرى في المدينة وشمالها.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية لبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
محاصرون داخل وخارج الشفاء
وبحسب مراسلنا، طالت الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة محيط مجمع الشفاء الطبي، وتحديدًا المنطقة الشمالية من المجمع حيث نفذت أكثر من غارة تزامنًا مع قصف من مدفعيتها وإطلاق نار كثيف.
وأشار الناطور من رفح، إلى وجود أعداد كبيرة من العالقين في مجمع الشفاء الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية، وقال إن هؤلاء "يواجهون ظروفًا صعبة وقاسية بسبب الحصار المستمر ، وعدم قدرة أحد على الوصول إليهم أو حتى الخروج من داخل المجمع".
كما تحدث عن عائلات كثيرة تسكن في مناطق مجاورة من المجمع الطبي غير قادرة بدورها على الخروج نتيجة القصف والحصار.
وتابع مراسل "العربي" أن المعلومات تفيد بتنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال خلال الساعات الماضية.
وامتد القصف وإطلاق النار الإسرائيليين إلى شوارع أخرى قريبة من مجمع الشفاء الطبي، مثل منطقة حي الرمال والمناطق الشمالية من المستشفى حتى المنطقة الشرقية من مدينة غزة، وفق الناطور.
إسرائيل لا تريد شهودًا على الإبادة
من جهة ثانية، برز تصريح للمقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، تقول فيه في معرض تعليقها على منع سلطات الاحتلال المفوّض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني من دخول قطاع غزة، إن إسرائيل لا تريد شهودًا على الإبادة الجماعية.
من جانبه، أكد المفوض العام للوكالة أن الهدف من زيارته هو تنسيق الاستجابة الإنسانية وتحسينها بالتزامن مع تقرير أممي عن المجاعة الوشيكة في غزة.
ودعا لازاريني إلى فتح جميع المعابر البرية فورًا لإيصال المساعدات، مضيفًا أن المجاعة يمكن تجنبها بالإرادة السياسية.
وتأتي هذه التطورات، في وقت تواجه "الأونروا" حملة تحريض إسرائيلية ضدها في ظل ادعاءات مستمرة لوقف تمويلها، واستهداف متكرر لمسؤوليها وتدمير أكثر من 150 منشأة تابعة لها رغم أنها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة.