مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تتفاقم أزمة المياه في ظل استهداف بنية القطاع التحتية ومصادرها، لتكتب مدينة خانيونس واحدة من فصولها المأساوية حتى الآن.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
توقف الوقود في خانيونس
ووفق بيان لبلدية خانيونس، فإن إمدادات الوقود توقفت منذ أسبوع، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل خدماتها الأساسية، وحرمان أكثر من 1,2 مليون مواطن ونازح من الحصول على مياه صالحة للشرب والاستخدام.
وأكدت البلدية تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية بعد نفاد الوقود، جراء تعنت سلطات الاحتلال في إدخاله إلى الجهات والمؤسسات الأممية العاملة في القطاع.
وأوضحت البلدية في بيانها التحذيري، أن نفاد الوقود سيتبعه توقف في عمل محطات الصرف الصحي وتدفق مياهها في الشوارع، مما ينذر بانتشار الكوارث البيئية والصحية وتفاقم الأوبئة والأمراض بين السكان.
وناشدت البلدية المجتمع الدولي الضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بإدخال الآليات وقطع الغيار والمعدات اللازمة للعمل، لتجنب انهيار منظومة الخدمات التي تضررت بشكل كبير، وفي مقدمتها شبكات توصيل المياه.
ولا تنحصر المعاناة جراء انقطاع المياه في جزء من القطاع دون غيره، فبحسب منظمات الإغاثة الدولية، تراجعت حصة الفرد في غزة من المياه بأكثر من 96%.
وكانت منظمات أممية قد حذرت كذلك من أن نقص المياه النظيفة وتدفقات مياه الصرف الصحي غير المعالجة يشكلان تهديدًا خطيرًا للصحة، مشيرة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الناجمة عن الإسهال بشكل كارثي.
المتحدث باسم بلدية خانيونس: الاحتلال لم يدخل الوقود منذ أسبوع
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال المتحدث باسم بلدية خانيونس صائب لقمان: "ساعات قليلة تفصلنا عن التوقف الكامل لمعظم خدمات البلدية في القطاع الصحي والبيئي، وكذلك جمع وترحيل النفايات والمياه والصرف الصحي".
وأضاف أن الاحتلال لم يسمح بدخول الوقود اللازم لتشغيل المضخات وآبار المياه في خانيونس منذ أسبوع، ما تسبب في قطع الخدمات الأساسية.
وفيما أشار إلى أن إسرائيل تعمدت تدمير البنية التحتية بشكل كامل، أردف أن الاحتلال دمر أكثر من 80 ألف متر طولي من شبكات وخطوط الصرف الصحي، بالإضافة إلى تدمير 34 كيلومترًا من خطوط تصريف مياه الأمطار، ناهيك عن تدمير أكثر من 40 بئر مياه.
وأوضح لقمان أن التدمير الممنهج للبنية التحتية أدى إلى حدوث بعض المكاره الصحية، الناجمة عن طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع.
وأضاف: "نتوقع انتشار المزيد من الأمراض والأوبئة الفتاكة في خانيونس، وبالتالي انهيار النظام الصحي والبيئي في المدينة".
وأشار إلى تراكم أكثر من 250 ألف طن من النفايات في شوارع خانيونس، معبرًا عن خشيته من أن تصل العصارة السامة إلى باطن الأرض، وبالتالي تلوث الخزان الجوفي.