تذكر المزارعة سناء أبو جامع في مثل هذا اليوم من عام 2018، كيف قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجها، حيث كانت تساعده في حصاد حقلهما الذي يبعد أمتارًا قليلة عن السياج الحدودي، شرق قطاع غزة.
كانت تلك آخر مرة وصلت فيها الحقل، قبل أن تمنع قوات الاحتلال أي أحد من العودة إليه مرة أخرى.
وعلى مسافة بضع كيلومترات وعلى مرأى جنود الاحتلال، ثمة من يعملن على حصاد المحاصيل هذا الموسم.
ورغم المخاطر تقول المزارعات، إنّ من الصعب عليهنّ ترك مصدر رزقهنّ الوحيد، إذ عليهن الإسراع في جني المحصول قبل حلول الظلام، حيث تزداد مخاطر الوصول إلى تلك المناطق الحدودية.
وترصد مصادر حقوقية منذ سنوات، جملة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المزارعين وأراضيهم الزراعية.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان، باسم أبو جري: "تواجه المزارعات عدّة ظروف قاسية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، منها إطلاق النار، فرض مناطق مقيدة الوصول على المناطق الشرقية، ورش المبيدات على المحاصيل الزراعية"، حتى إنّ المنطقة شهدت وفاة فلاحة وإصابة أخريات.
وإلى جانب أعمال الزراعة ومخاطر الاحتكاك مع الاحتلال كل يوم، تعاني النساء المزارعات من أعباء أسرية إضافية ومشكلات اجتماعية متعددة.
كما تحاول المزارعات مواجهة الأزمة الاقتصادية في القطاع وتداعيات جائحة كورونا، التي أدّت إلى تراجع نسبة تشغيل العاملين بشكل عام، وهو ما أضرّ بقطاع عمل المرأة في مجال الزراعة.