للعدوان الإسرائيلي على غزة وجه آخر غير صور الدمار والقتل والتهجير والتجويع، ويتجلى في فقدان الأطفال خلال الحرب.
إذ فقد بعض الأطفال الاتصال بذويهم وهاموا على وجوههم في مدن القطاع بعد أن شتت العدوان عوائلهم بين شهيد ونازح، حيث تقدر منظمة "أنقذوا الأطفال" عددهم بما لا يقل عن 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم.
ومن هؤلاء المفقودين الطفل فؤاد عبدالله أبو القمصان البالغ من العمر سنة و9 شهور فقط، وفُقد بعد أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلته في مخيم جباليا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
فقد انقطع أثره بعد إصابته وإسعافه، حيث بدأ والده رحلة البحث عنه في المستشفيات وما انفك يبحث عنه منذ نحو 9 أشهر لكن دون جدوى.
وينطلق الوالد كل صباح لإلصاق إعلانات البحث عن طفله، وخلال رحلة البحث تصادفه حالات مماثلة وأخرى أصعب لعائلات تبحث عن أطفالها.
وباتت مثل هذه الإعلانات مألوفة في خيام النازحين وبعض المناطق المأهولة بقطاع غزة، بعد أن كانت نادرة قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع.
"مقبرة الأطفال"
ولا يقتصر فقدان الأطفال على من فصلوا عن ذويهم، فهناك ما لا يقل عن أربعة آلاف طفل باتوا في عداد المفقودين بعد أن دفنوا تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي.
كما أن هناك عددًا غير معروف من الأطفال اعتقلتهم قوات الاحتلال ولربما أخرجتهم من قطاع غزة، وفقًا لمنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية.
لكل ذلك، وصف المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط غزة "بمقبرة الأطفال" فالخطر يداهم الأطفال فيها أحياء ومفقودين.