ترافقت التطورات الميدانية في ظل عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع مواقف سياسية في الداخل الإسرائيلي بشأن موقف ووضع الاحتلال في هذه الحرب.
وفيما أكدّت كتائب القسام أنها مستمرة في تصديها لمحاولات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي برًا شمال غربي غزة، أقرّ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بصعوبة العمليات العسكرية.
لا جديد في تصريحات الساسة الإسرائيليين
في هذا السياق، نقلت مراسلة "العربي" في القدس المحتلة، ريما أبو حمدية، تصريحات الساسة الإسرائيليين الجديدة الذين يؤكدون فيها أنه لا يوجد لديهم خيار سوى "الانتصار في هذه المعركة"، وأن الهدف من التوغل البري داخل قطاع غزة هو لتسهيل المهمة لتحرير الأسرى الإسرائيليين والذين يحملون جنسيات مزدوجة، حسب قولهم.
وتلفت أبو حمدية إلى أن هذه التصريحات التي صدرت عن غالانت ونتنياهو، لم تقدم أي جديد للشارع الإسرائيلي الذي تزيد انتقاداته لهذه العملية، بعد أيام على محاولات التوغل البري و25 يومًا من العدوان المستمر على قطاع غزة.
هذا الأمر، يؤكد وفقًا لمراسلتنا المعلومات عن وجود خلافات بين الكابينيت الإسرائيلي في المستوى السياسي أو المستويين السياسي والعسكري، خاصة بعد مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام للمحتجزات الإسرائيليات.
ضغط جديد على حكومة نتنياهو
فقد ظهرت محتجزات إسرائيليات في قطاع غزة بتسجيل مصور نشره الجناح العسكري لحركة "حماس"، وقلن فيه لنتنياهو: "نتحمل نتيجة فشلك السياسي والأمني والعسكري وإخفاقك يوم 7 أكتوبر".
وتوضح أبو حمدية من القدس، أنه مع كل تصريح يخرج من غزة فيما يتعلق بالأسرى يزيد الضغط الشعبي على حكومة الاحتلال، فهذا الفيديو الجديد يزيد بدوره من الضغوطات على القادة الإسرائيليين.
وتتزايد المطالبات من الشارع الإسرائيلي كل يوم بضرورة أن تكون الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين داخل قطاع غزة، فيما شكل التسجيل الأخير صدمة كبيرة ليزيد من غضب الإسرائيليين لفشل القيادة السياسية بتقديم ما يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح أسراهم.
وكانت المحتجزات الإسرائيليات قد ناشدن في رسالتهن العمل على إطلاق سراحهن وجميع الأسرى الإسرائيليين، حتى وإن كان الثمن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية.
بدوره، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن هذا الفيديو هو مجرد "لعب أعصاب من قبل حماس" في محاولة لممارسة الضغط النفسي على الإسرائيليين، بينما للشارع الإسرائيلي رأي آخر.
وتتزايد حدة المظاهرات في الشارع الإسرائيلي، حسب مراسلتنا التي تشرح أن هناك "غضب واضح من قبل الإسرائيليين الذين يرون أن الفشل الذي بدأ في 7 أكتوبر ما زال مستمرًا، وأنه لم تنجح أي محاولات في إطلاق سراح المحتجزين داخل قطاع غزة، وفيديو الأسيرات يعد دليلاً جديدًا على ذلك".