تصدى مقاومو حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، لدبابات وآليات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال قطاع غزة وجنوبه، باستعمال أسلحة رشاشة وقذائف مضادة للدروع.
وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنّ المقاومين استهدفوا قوة راجلة إسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم بقذائف الهاون، واشتبكوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم مع قوات الاحتلال "المتوغلة في محور جنوب غزة، بالأسلحة الرشاشة واستهدفوا أربع آليات بقذائف الياسين 105"، المحلية الصنع، إلى جانب ضربهم دبابة وجرافة في شمال غرب القطاع بقذيفتين.
وتحاول إسرائيل تنفيذ عملياتها البرية في غزة بعد ثلاثة أسابيع من انطلاقة عملية "طوفان الأقصى"، التي أسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي بحسب الاحتلال، حيث استهدفت كتائب القسام وفصائل فلسطينية، المستوطنات والمقرات العسكرية الإسرائيلية.
"تطور نوعي للمقاومة"
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين الطريق الرئيس الذي يربط بين الشمال والجنوب في غزة، وهاجمت المدينة من اتجاهين، لكن المقاومة أجبرت الآليات العسكرية الإسرائيلية على التراجع، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
من جهته، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد أنّ الحرب الدائرة حاليًا أظهرت التطور النوعي لأسلحة المقاومة الفلسطينية.
وفي حديثه مع "العربي" من القاهرة، اعتبر عبد الواحد أن هذا الأمر دفع بقوات الاحتلال للتوغل بشكل محدود عبر مناطق محددة وذات طبيعة ضعيفة، أو ما تعرف بـ "المناطق المفتوحة"، لذلك تراجع الاحتلال في ظل تمكن المقاومة من الصمود وتطوير أسلحتها من مكونات بسيطة ولكنها فعّالة.
وتأتي تلك التطورات الميدانية، بعد أن استبعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف عدوانه على القطاع، الذي أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
واعتبر عبد الواحد أن وقف إطلاق النار في الوقت الحالي مستبعدة، باعتبار أن نتنياهو لا يولي اهتمامًا للمشاعر الإنسانية، مما يفسر قتل المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى ذلك، فهو لا يهتم بالمحتجزين الإسرائيليين فحسب، بل يستغلهم لأغراض سياسية.
كارثة إنسانية
وتواصل إسرائيل عدوانها البري والجوي والبحري على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي وسط ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 8306، بينهم 3457 طفلًا، وفقًا لآخر إحصائية لوزارة الصحة في القطاع. وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من 1.4 مليون من السكان المدنيين في غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى.
وأحرجت أعداد الشهداء المدنيين الفلسطينيين إسرائيل، التي تلقت دعوات من الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لها، ودول أخرى والأمم المتحدة إلى هدنة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط تأكيد نتنياهو مضيه قدمًا في الحرب، للقضاء على حماس، كما صرح.
ومنذ بداية العدوان، فقد شدد الاحتلال حصاره المستمر على القطاع منذ 17 عامًا، مما تسبب في نقص كبير في إمدادات الوقود والغذاء والمياه النظيفة للمدنيين الفلسطينيين.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إمدادات المياه عبر خط الأنابيب الذي يمتد من إسرائيل إلى جنوب غزة انقطعت أمس الاثنين "لأسباب غير معروفة".
وأضاف المكتب الأممي أن الإصلاح المعلن لخط أنابيب آخر يصل إلى وسط القطاع لم يتم، وختم: "حتى وقت كتابة هذا، لم يتم توفير المياه لغزة من إسرائيل".
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى القطاع المحاصر، أقل بكثير مما هو مطلوب، فيما كرر ريك برينان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار من أجل توسيع نطاق العمليات الإنسانية.