لطالما كانت مواقف وقرارات القمم العربية حديث شعوبها ومثار جدل دائم بسبب ما ينتج عنها، والأسئلة المطروحة عن مدى تعبيرها عن الشارع العربي.
لكن القمة العربية الـ32 لهذا العام التي استضافتها السعودية شهدت حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد ما أثار غضبًا واسعًا عبر المنصات الاجتماعية.
"سوريا لا يمثلها الأسد"
وناقشت القمة، التي انطلقت بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عشرات القضايا أبرزها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والوضع اللبناني، مرورًا بالملف الإيراني وصولًا إلى قضايا البيئة والأمن السيبراني والملفات الاقتصادية والاجتماعية.
ورأى نشطاء أنّ إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية بمثابة هدر لدماء السوريين، لأنّ الأسباب التي دعت إلى تعليق عضويته وقطع العلاقات معه قبل 12 عامًا ما زالت قائمة ولم يتغير شيء.
كما انطلقت مظاهرات في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري ورفعت شعارات كثيرة مثل: "سوريا لا يمثلها الأسد".
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال القمة ردًا على الانتقادات الأميركية بشأن إعادة دمشق إلى الجامعة العربية، إنّ "الوضع في سوريا غير قابل للاستدامة، وكان يجب الحوار مع حكومة دمشق"، حسب وصفه.
"تكريم" في قمة جدة
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر مشاركة نظام الأسد في القمة العربية، فقد قال المنسق العام في الثورة السورية عبد المنعم زين الدين، إنّ "الجامعة العربية لم توقف الاعتداءات عن الشعب السوري"، لكنها اليوم "تريد تصدير" من وصفه بـ"القاتل الأسد في مقاعدها"، حسب تعبيره.
بينما قالت الناشطة دارين العبد الله إنه "لا يوجد أبشع وأقسى من أن الشخص الذي قصفك وقتل إخوانك وأهلك وناسك يجري الاحتفاء به وتكريمه كالطفل المدلل".
#القمه_العربية_الـ32 مافي ابشع واقسى انك تشوف الشخص اللي قصفك وقتل اخواتك،واهلك وناسك،وشردك،بيتم الاحتفاء فيه وكأنو طفل مدلل متفوق،يتم تكريمه في الطابور الصباحي إنك تذكر كل مجزرة بأدق تفاصيلا ويكون مر ١٣سنة ولساتك عم تذكر كل دمعة بتاريخا وساعتا ودقيقتا ياترى هاي لعنة ولا ذاكرة
— دارين العبدالله (@Daren_ALabdalla) May 20, 2023
وكانت آخر قمة عربية قد حضرها الأسد في مدينة سرت الليبية عام 2010. وقررت الجامعة العربية في السابع من مايو/ أيار الجاري استئناف مشاركة وفود النظام في اجتماع مجلس الجامعة.
وأودى النزاع المستمر في سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011 بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.