أثار حرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان لنسخة من القرآن الكريم، أمام مبنى السفارة التركية في استوكهولوم، موجة عارمة من الغضب والاستياء.
وبالإضافة إلى تساؤلات كثيرة بشأن الحدث وتوقيته ومكانه، رأى أحد المغردين أن الاعتداء على الرموز الدينية لا يعد حرية شخصية.
في حين رأى آخر أنه "في كل مرة يقدم فيها شخص موتور على مثل هذه التصرفات تكون النتائج عكسية عليه وإيجابية لصالح الدين الإسلامي".
وعقب ما قام به بالودان توالت ردود الفعل المستنكرة من قبل حكومات عربية وإسلامية، كما ألغى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار زيارة كان سيقوم بها نظيره السويدي إلى أنقرة هذا الأسبوع.
كما ارتفع على الفضاء الإلكتروني وسم "غضبة مليارية" ردًا على حرق المصحف.
"ليست تعبيرًا عن حرية الرأي"
وفي هذا الإطار، يقول أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة السوربون خلدون النبواني: إن مثل هذه الأعمال المستفزة والمتطرفة لا يمكن وصفها إلا في سياق أعمال سبق وأن حدثت وتكررت وستكرر.
ويشير النبواني في حديث لـ"العربي" من باريس إلى أن الذي يجعل مثل هذه الأعمال تتكرر "هو الاهتمام بها والذي لا يجب أن يكون عبر الانفعال".
كما يوضح أستاذ الفلسفة أن "هناك أشخاصًا متطرفين في كل مكان، ويقومون بأعمال استفزازية، والمشكلة تكمن في استثمار مثل الأعمال أو في كيفية الرد عليها".
ويضيف الباحث في السوربون: أن مثل هذا الحدث المتطرف والذي قام به شخص ويحدث من فترة لأخرى "لا يجب أن يستدعي رد فعل حكومات وجماعات دينية وإلا لاعتبرنا هذا الدين ضعيف يمكن أن يهزه تصرف متطرف".
#تركيا تلغي زيارة وزير دفاع #السويد إلى #أنقرة بعد موافقة #ستوكهولم على تنظيم مظاهرة "حرق القرآن"#العربي_اليوم تقرير: نادية الهاني pic.twitter.com/NMl2IUT4PD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 21, 2023
ويردف أن "هناك حريات تعبير تم التوافق عليها ولا يعتبر حرق القرآن من هذه الحريات. ويجب مراجعة هذا الأمر في البلدان الغربية".
ويشير اللبواني إلى أن هناك في الغرب "ازدياد في العنصريات وقد وصل بعضها إلى سدة الحكم في بلدانها، ولكنها تراعي التوازن الاجتماعي وتحسب لبعض القضايا السياسية".