أعلن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إيقاف العمل مع تونس بعد تصريحات للرئيس قيس سعيد بشأن مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء.
وكان سعيد قد دعا إلى التصدي للهجرة "غير النظامية"، متحدثًا عن وجود "ترتيب إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديموغرافية" في تونس، وهو ما أثار غضبًا دوليًا واسعًا.
كما اتهم بعض المهاجرين بارتكاب جرائم في البلاد، وقد أدى ذلك إلى موجة من عمليات الطرد من العمل والمساكن والاعتداءات اللفظية والجسدية.
وفي مذكرة، قال مالباس إنه تم إيقاف إطار عمل الشراكة مع تونس مؤقتًا، وإرجاء اجتماع مجلس البنك الذي كان مقررًا في 21 من الشهر الجاري بشأن مراجعة تعامل استراتيجي جديد مع تونس، "حتى إشعار آخر".
وأكد أيضًا أن الخطوات التي أعلنتها الحكومة التونسية لحماية ودعم المهاجرين واللاجئين، "إيجابية" وسيراقب تأثيرها.
السلطات التونسية تتخذ جملة من الإجراءات بشأن أزمة المهاجرين الأفارقة#العربي_اليوم #تونس pic.twitter.com/dsFB1WreQN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2023
وعلى النسق نفسه، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة تدين من دون تحفظ "موجة الكراهية والعنصرية" ضد المهاجرين في تونس.
وأمس الإثنين، أصدرت الرئاسة التونسية بيانًا رفضت فيه اتهامات "العنصرية" التي وُجهت لها، مشيرة إلى دعمها للمهاجرين الأفارقة، ولافتة إلى أن السلطات اتخذت إجراءات لصالحهم منها تمديد الإقامة وإقرار مساعدات اجتماعية وصحية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أن أزمة المهاجرين الأفارقة في بلاده "مفتعلة"، مشيرًا إلى أن هناك "حملة موجهة" ضد بلاده، ومتهمًا جهات داخلية وخارجية بدعمها، وفق تعبيره.
"حالة إنكار"
ويؤكد الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أن الحكومة التونسية ورئاسة الجمهورية تحاول منذ أيام تصحيح "الخطأ الكبير" الذي ارتكبته الشهر الماضي، لكنها ما زالت في حالة "إنكار حقيقي" للأزمة وترفض الاعتراف بما اقترفته.
ويعتبر بن عمر في حديث إلى "العربي" من تونس، أن الرئاسة ما زالت تتحدث عن مؤامرة، مشيرًا إلى أن الإجراءات التي أعلنت عنها يضمنها القانون وليس فيها أي جهد جديد.
ويشير إلى أنه كان الأجدى بالرئاسة أن تنصت للأصوات الداخلية المنددة بتصريحات قيس سعيّد، وتبادر إلى تقديم اعتذار علني وتوجيه رسالة مباشرة إلى المواطنين من أجل حماية المهاجرين وضمان حقوقهم.
وإلى جانب تأثيرات هذه الأزمة على اقتصاد البلاد، الذي يعاني أصلاً من أزمات سياسية واقتصادية بعد أن أوقف البنك الدولي العمل مع تونس، يتحدّث بن عمر عن تأثيرات "معنوية" أيضًا مسّت صورة وتاريخ تونس بسبب الأداء السياسي.