دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، الدول الغنية إلى "التحرك" في مواجهة حال الطوارئ المناخية، والوفاء بوعودها على صعيد المساعدات المالية التي تعهدت تقديمها إلى البلدان النامية.
وقال غوتيريش في دكار: "حان الوقت للتحرك. حان الوقت للوفاء بالوعد بتقديم مئة مليار دولار في السنة الذي أُطلق في باريس"، في إشارة إلى وعد لم ينفذ بعد تعهدت فيه الدول المتقدمة توفير المبلغ لدول الجنوب اعتبارًا من عام 2020 لمساعدتها في تمويل عملية التحول البيئي والتكيف مع تداعيات الاحترار المناخي.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بالعاصمة الفرنسية خلال مؤتمر الأطراف الـ21.
القارة السوداء
وجاءت تصريحات غوتيريش عقب لقائه الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، وذلك في اليوم الأول من جولة إقليمية ستقوده أيضًا إلى النيجر ونيجيريا.
وقال الأمين العام: "حال الطوارئ المناخية تزيد المخاطر الأمنية"، في حين يشهد غرب إفريقيا انقلابات عسكرية أدت إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وشهدت منطقة غرب إفريقيا انقلابات عسكرية متتالية في كل من مالي (أغسطس/ آب 2020 ومايو/ أيار 2021) وغينيا (سبتمبر/ أيلول 2021) وبوركينا فاسو (يناير/ كانون الثاني 2022).
وتابع غوتيريش: "الدول الإفريقية وعلى الرغم من أنها ليست مسؤولة عن التغير المناخي، غالبًا ما تكون أولى ضحاياه". وشدد على أن "التمويل المرصود للقضايا المناخية يجب أن يخصص نصفه لبرامج التكيّف والصمود من أجل مساعدة المجتمعات الأكثر ضعفًا".
وعود كاذبة
وكانت الدول المتقدّمة قد تعهّدت لدى توقيع اتفاق باريس الدولي للمناخ عام 2015، الرامي إلى الحد من احترار الكوكب، توفير مئة مليار دولار في السنة للدول الفقيرة اعتبارًا من عام 2020.
وفي الرابع من أبريل/ نيسان المنصرم حذر غوتيريش، في رسالة بمناسبة صدور التقرير الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن "العالم يسير بسرعة مروعة نحو كارثة مناخية"، معتبرًا وعود بعض القادة ورجال الأعمال "كاذبة".
وأكد غوتيريش أن "أقوال بعض قادة الحكومات ورجال الأعمال تصبّ في اتجاه، بينما تصبّ أفعالهم في اتجاه آخر". وقال: "إنهم بكل بساطة يكذبون، وعواقب ذلك ستكون كارثية. إننا في حالة طوارئ مناخية".
الجفاف الإفريقي
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن في فبراير/ شباط الماضي، أن 13 مليون شخص في كينيا والصومال وإثيوبيا يواجهون خطر مجاعة شديدة، فيما يشهد القرن الإفريقي أسوأ جفاف منذ عقود.
وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة: "إن ثلاث سنوات مرت من دون فصل أمطار فعلي والمنطقة تسجل الظروف الأشد جفافًا منذ 1981".
وبحسب الخبراء، فإن الأحوال المناخية القصوى تحدث بوتيرة واحدة متزايدة بسبب التغير المناخي وإفريقيا هي التي تدفع الثمن أولًا، فيما تعد القارة الأقل مساهمة في ظاهرة الاحترار المناخي.