أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الثلاثاء أنّ الولايات المتحدة تعتبر عرض وارسو تسليم قاعدة جوية أميركية في ألمانيا مقاتلات ميغ-29 بولندية بغية إرسالها إلى أوكرانيا مقترحًا "غير قابل للتطبيق".
وجاء في بيان للمتحدث باسم "البنتاغون" ستيف كيربي: "سنواصل التشاور مع بولندا ومع حلفائنا الآخرين في حلف شمال الأطلسي حول هذه المسألة وحول ما تطرحه من تحديات وصعوبات لوجستية، لكنّنا لا نعتقد أنّ مقترح بولندا قابل للتطبيق".
واعتبر كيربي أنّ احتمال وضع مقاتلات بتصرّف الولايات المتحدة وانطلاقها من قاعدة أميركية لقوات حلف شمال الأطلسي وتحليقها في مجال جوي متنازع عليه مع روسيا "يثير قلقًا جدّيًا لدى حلف شمال الأطلسي بأسره".
وكانت واشنطن أعربت الثلاثاء عن "تفاجئها" بالمقترح البولندي.
في غضون ذلك، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند: "على حدّ علمي، لم يتشاوروا معنا مسبقًا"، في إشارة إلى الجانب البولندي. وتابعت: "أعتقد أنه إعلان مفاجئ من جانب البولنديين".
وكانت الخارجية البولندية أعلنت الثلاثاء أنّ "سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدّة لإرسال كلّ طائراتها من طراز ميغ-29 من دون تأخير ومجّانًا إلى قاعدة رامشتاين" في ألمانيا و"وضعها بتصرّف حكومة الولايات المتحدة".
"ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض"
واستبعد مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، احتمال قيام أي دولة من دول حلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا المحاصرة بطائرات. لكن بلينكن أكد الأحد خلال زيارته مولدوفا أن الموضوع قيد المناقشة.
وصرّح للصحافيين: "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا ندرس الأمر بشكل نشط جدًا".
وأضاف أن الولايات المتحدة تجري "محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين (...) للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم".
جاء ذلك غداة لقاء بين بلينكن ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية-البولندية، حضّ خلالها هذا الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.
وتابع عقب لقائه نظيره الأميركي: "إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض".
وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في 24 فبراير، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد.
وللأسبوع الثاني على التوالي تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تواصل القوات الروسية انتشارها حول المدن الكبرى أو تكثيف قصفها، في وقت تستمر فيه عمليات إجلاء المدنيين في منطقة كييف على الرغم من إطلاق نار على ممرات إنسانية
عواقب مباشرة على وارسو
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس أعلن أمس الثلاثاء، أن بلاده ستدعم بولندا إذا قررت تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، لكنه أشار إلى أن ذلك قد تكون له عواقب مباشرة على وارسو.
وقال والاس لشبكة "سكاي نيوز": "سندعم بولندا، وأي خيار يتخذونه". وأضاف أن بريطانيا لا تستطيع تقديم طائرات يمكن للأوكرانيين استخدامها.
وتابع: "سنحمي بولندا، وسنساعدهم في أي شيء يحتاجونه، ستدرك بولندا أن أي قرار يتخذونه سيساعد أوكرانيا بشكل مباشر وهو أمر جيد، لكنه قد يضعهم أيضًا على خط النار المباشر مع دول مثل روسيا أو بيلاروسيا".
والإثنين، حذرت السلطات البولندية من وقوع كارثة إنسانية، جراء التدفق الهائل للاجئين الأوكرانيين الهاربين من الهجوم الروسي الواسع النطاق على بلادهم.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي تعرضت أوكرانيا لهجوم عسكري روسي، تلته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
