الإثنين 1 يوليو / يوليو 2024

"غير مذنب".. رئيس كوسوفو السابق يدفع ببراءته من ارتكاب جرائم حرب أمام لاهاي

"غير مذنب".. رئيس كوسوفو السابق يدفع ببراءته من ارتكاب جرائم حرب أمام لاهاي

Changed

برنامج "كنت هناك" حول حرب كوسوفو التي درات من فبراير 1998 إلى يونيو 1999 وجرت فيها عدة جرائم (الصورة: غيتي)
يواجه رئيس كوسوفو هاشم تقي و3 متهمين آخرين، عشر تهم شملت الاضطهاد والقتل والتعذيب والإخفاء القسري، فيما أكد المتهمون الأربعة إنهم غير مذنبين.

مع بدء محاكمته أمام محكمة خاصة في لاهاي اليوم الإثنين، أكد رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي أنه غير مذنب بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما احتشد محتجون أمام مقر المحكمة لدعم الزعيم الذي كان الغرب يحتفي به ذات يوم.

ودفع تقي البالغ 54 عامًا والمحارب السابق في جيش تحرير كوسوفو، ببراءته في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 خلال مثوله مرة أولى أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو.

ويواجه تقي و3 متهمين آخرين، عشر تهم شملت الاضطهاد والقتل والتعذيب والإخفاء القسري.

ولطالما دفع تقي وهو في قلب الحياة السياسة في كوسوفو منذ عقدين ببراءته متهمًا العدالة الدولية "بإعادة كتابة التاريخ". لكنه وعد بـ"التعاون الوثيق مع القضاء".

رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي
رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي - وسائل التواصل

وقال مسؤول الادعاء أليكس وايتنغ: إن "الأربعة استهدفوا معارضين سياسيين، وكذلك الأقلية العرقية الصربية‭‭ ‬‬وأقلية الروما، وسجنوا المئات في أنحاء كوسوفو في ظروف مروعة، وقتلوا 102 منهم".

وأضاف أن معظم الضحايا من أبناء الأغلبية الألبانية العرقية التي تبلغ نسبتها 90% في كوسوفو.

وأردف وايتنغ أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر... للاحتجاز التعسفي للمدنيين ومن هم خارج (دائرة) القتال وتعريضهم للانتهاكات والتعذيب والقتل... ولهذا السبب رفع الادعاء هذه القضية للدفاع عن سيادة القانون ومبدأ أن لا أحد فوق القانون، حتى في زمن الحرب".

"غير مذنبين"

وبعد بدء جلسة المحاكمة بفترة وجيزة، قال المتهمون الأربعة، وكانوا جميعهم من الشركاء المقربين في جيش تحرير كوسوفو سابقًا ولاحقًا في سياسات وقت السلم، إنهم غير مذنبين في جميع التهم العشر.

ويُعتقد أن أكثر من 13 ألف شخص، غالبيتهم من الأغلبية الألبانية العرقية في كوسوفو، لقوا حتفهم خلال الانتفاضة، عندما كانت البلاد لا تزال من أقاليم صربيا في عهد الرئيس القوي آنذاك سلوبودان ميلوسيفيتش.

احتجاجات دعمًا لرئيس كوسوفو

وتجمع عدة آلاف من قدامى المحاربين في جيش تحرير كوسوفو أمس الأحد في بريشتينا احتجاجًا على محاكمة تقي ورفاقه الثلاثة المقربين، كما تجمع المئات اليوم أمام مقر المحكمة رافعين صور تقي ورددوا هتافات مؤيدة لجيش تحرير كوسوفو.

واستقال تقي (54 عامًا) من الرئاسة بعد فترة وجيزة من توجيه الاتهام إليه، ونُقل للاحتجاز في لاهاي.

محتجون أمام مقر المحكمة الخاصة في لاهاي لدعم رئيس كوسوفو
محتجون أمام مقر المحكمة الخاصة في لاهاي لدعم رئيس كوسوفو - رويترز

وخلال الفترة التي قضاها قائدًا لجيش تحرير كوسوفو وسياسيًا بارزًا، عمل تقي عن كثب مع العديد من الزعماء الغربيين. وعندما كان جو بايدن نائبًا لرئيس الولايات المتحدة، نعته بلقب "جورج واشنطن كوسوفو".

وكان تقي في طريقه إلى اجتماع في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عندما أُعلنت لائحة الاتهام ضده.

"حلفاؤكم يحاكمون!"

وكُتب على لافتة رفعها محتجون خارج المحكمة في لاهاي "حلفاؤكم يحاكمون!".

ومن المرجح أن تكون المحاكمة طويلة، إذ قال ممثلون للادعاء في المؤتمرات الإجرائية إنهم سيحتاجون إلى عامين لتقديم جميع الأدلة.

وبدأت الإجراءات بعد أسبوعين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية، وهي المحكمة الدائمة المعنية بجرائم الحرب ومقرها في لاهاي أيضًا، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين.

وبوتين وتقي من بين عدد قليل من القادة الذين وُجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أثناء وجودهم في مناصبهم.

وتأسست دوائر كوسوفو المتخصصة، ومقرها في هولندا وبها قضاة ومحامون دوليون، في 2015 للتعامل مع قضايا بموجب قانون كوسوفو ضد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو السابقين.

ويعتقد كثير من مواطني كوسوفو أن المحكمة منحازة ضد جيش تحرير كوسوفو، وتحرص على تشويه سجله في تمهيد الطريق لتحرير المنطقة من حكم صربي وحشي.

وتأسست المحكمة بشكل منفصل عن محكمة الأمم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، والتي كانت في لاهاي أيضًا، حيث حاكمت وأدانت في الغالب مسؤولين من صربيا بارتكاب جرائم حرب في صراعات كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.

ومثل ميلوسيفيتش للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لكنه توفي في 2006 قبل أن يصدر الحكم.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close