ستمسّ تداعيات الحرب في أوكرانيا جميع اقتصادات الشرق الأوسط، وإن بشكل متفاوت. ولن يدري أحدٌ أين سيكون خط النهاية.
فليس النفط والقمح النافذتين الوحيدتين، اللتين تتسرب منهما تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الدول العربية؛ فالتأثيرات شاملة وتطاول دول المنطقة المستوردة منها والمصدرة على السواء.
ويشير نائب رئيس مجموعة البنك الدولي فريد بلحاج، إلى أن تداعيات الحرب الروسية على المنطقة تتمثل في صدمات أسعار الغذاء، ولا سيما القمح، وزيادات أسعار النفط والغاز، وعزوف المستثمرين عن المخاطرة وجنوحهم إلى الاستثمارات الآمنة، فضلًا عن تقلّص عوائد السياحة.
عرضة لصدمة مضاعفة
على الجهة المقابلة، ستعزّز أسعار الطاقة ميزان المدفوعات والحسابات المالية للدول المصدرة؛ مثل قطر والسعودية والكويت وليبيا والجزائر بما يدعم آفاق النمو المستدام فيها.
ومع أن هذا التحسّن سيعزّز تحويلات المغتربين في مصر وتونس والمغرب والأردن ولبنان، إلا أنه لا يعوّض الخسائر الفادحة في فاتورة الطاقة وانكفاء السيّاح الروس والأوكرانيين.
منها #تونس و #لبنان.. دول المنطقة العربية تدفع فاتورة الحرب في #أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية #روسيا تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/bZpp4a2Xxk pic.twitter.com/63CtQm0XLN
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 12, 2022
كما يُعد كل من لبنان وسوريا وتونس واليمن دولًا معرضة لصدمة مضاعفة، مع اعتمادها الصارخ على إمدادات الحبوب من دول الصراع.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أمس الجمعة، احتمالية ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية والأعلاف، بين 8 و20% نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا، مرجحةً ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في شتى أنحاء العالم.
وبينما تشكل دول المنطقة 6% من إجمالي سكان العالم، تمثّل ما مقداره 20% ممن يعانون خللًا في الأمن الغذائي.
إلى ذلك، فإن الحبوب ليست وحدها التي تواجه نقصًا في الإمدادات وارتفاع الإسعار، بل تُضاف إليها أيضًا زيوت الطعام وصادرات الأسمدة.
ويقول البنك الدوي إن التأثر الأشد سيكون من نصيب المالية العامة لعدّة بلدان في المنطقة، منها المغرب وتونس ومصر.