الثلاثاء 17 Sep / September 2024

فاطمة وأحمد يواجهان نظرة المجتمع والعنصرية ويكسران كل الموروثات

فاطمة وأحمد يواجهان نظرة المجتمع والعنصرية ويكسران كل الموروثات

شارك القصة

ترى الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة فاديا إبراهيم أن ما قام به الزوجان فاطمة وأحمد يشكل تجاوزًا للموروث الاجتماعي القديم المتعلق بالزواج.

منذ زواجهما في العام 2019 لا يزال الزوجان، المغربية فاطمة الزهراء بن جدو والسنغالي أحمد بويي كامارا، يتعرضان لمواقف عنصرية.

أحب أحمد وفاطمة بعضهما وقررا مواجهة المجتمع والعنصرية وتزوّجا. وتقول فاطمة إنه لم يكن لديهما مخاوف، بل إن ما عايشاه من عنصرية يمدهما بالقوة. بينما لا يرى أحمد أسبابًا تدعو للقلق طالما أنهما يحبان بعضهما.

بداية رفض والد فاطمة زواجها من أحمد، كما عارضت والدتها الفكرة خوفًا على ابنتها. لكن العائلة اليوم تنظر إلى الزوج بوصفه أحدَ أبنائها. أما بالنسبة لأهل أحمد فكان همّهما الأول أن يتزوج من مسلمة، وعندما اطمأنا إلى ذلك باركا له.

وبعد تقبل العائلة للفكرة واجه الزوجان رفض صاحب العمارة أن يقتنيا شقة فيها، على الرغم من قبول صاحب الشقة. وتتحدث فاطمة عن ندمه على تصرفه هذا واعتذاره بعدما تعرف على أحمد.

عن ظاهرة العنصرية التي يواجهها الزوجان من انتماءات مختلفة توضح الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة فاديا إبراهيم أن المجتمعات تضع في الغالب معاييرَ للزواج، وأفضلها بنظر المجتمعات هو التكافؤ أو التقارب بين الأزواج من حيث الدين والثقافة واللغة والعرق. وهي معايير يثبتها المجتمع عبر التاريخ.

وترى إبراهيم أن ما قام به فاطمة وأحمد، يشكل تجاوزًا للموروث الاجتماعي القديم المتعلق بالزواج، وتضيف أنهما ارتبطا رغم وجود اختلافات جوهرية وأساسية متعلقة بالهوية الثقافية والقومية. ففاطمة مغربية عربية وأحمد سنغالي إفريقي، كما يختلف الاثنان من حيث العرق واللون.

وتلفت الباحثة إلى أن هذا الاختلاف يعدّ غريبًا بالنسبة لمجتمعاتنا، حيث اعتادت الجماعات البشرية على الزواج من نفس العرق أو اللون. وتتابع: ما فعلاه نوع من الزواج المختلط يتجاوز فيه الشابان كل المعايير والموروثات السلبية التقليدية.

خطوة تتطلب قوّة

أما عن نظرات الاستغراب والاستهجان التي تلاحق الزوجين، فتقول الباحثة: إن قدرتها على التأثير تختلف حسب طبيعة وثقافة وقوة شخصية الزوجين.

وتشير إلى أنه في حال كانا على قدر كافٍ من الوعي والعلم والثقافة ويؤمنان بما قاما به وواثقان كل الثقة من اختيارهما، فسيواجهان المجتمع وأقاويل الناس بكل ثقة، ويتجاهلان كل التعليقات والنظرات السلبية، وسيمارسان حياة طبيعية. أما إذا شعر الزوجان للحظة بالضعف أو الإحباط، فسيقعان في مشاكل نفسية واجتماعية كبيرة؛ و"سيشعران بالشذوذ والإحباط والعزلة والكآبة وغيرها من المشاكل النفسية والاجتماعية".

وتؤكد الباحثة في علم الاجتماع أن قوة الزوجين وتمسكهما بما قاما به واجب في هذا النوع من الزواج المختلط. "فإذا كسرا هذه العادات والتقاليد يجب أن يكونا أقوياء لمواجهة ما يتبع هذه الخطوة".

أما بالنسبة للأطفال الذين سيحملون أيضًا تداعيات هذه الزواج، فيبدو أحمد واثقًا من قدرته على التعامل مع الأمر، ويعتبر أنه بصفته أستاذًا لن يواجه مشكلة، وسيعرف كيف يتعامل مع الأمر مهما كان الوضع.

تابع القراءة
المصادر:
"العربي"
Close