نقل الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، من سجن كوبر بالعاصمة الخرطوم إلى مستشفى علياء العسكري قبل اندلاع القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف الشهر الجاري.
وأصبح مكان وجود البشير مثار تساؤلات بعدما أعلن الوزير السابق في حكومته علي هارون أمس الثلاثاء، أنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين.
وبحسب مراسلة "العربي" فإن البشير يتواجد بشكل شبه دائم في هذا المستشفى العسكري منذ سقوط نظامه.
قادة نظام عمر البشير يغادرون السجن
والبشير وهارون مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامهما بارتكاب جرائم في دارفور.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أسفرت عن مقتل 460 شخصًا وإصابة 4 آلاف و63 آخرين في 11 ولاية، معظمهم من المدنيين.
وقال قادة بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، إن مغادرتهم لسجن كوبر، شمالي الخرطوم، كانت لـ"حماية أنفسهم بعد تدهور الأوضاع في السجن وانعدام الماء والخبز وانقطاع الكهرباء".
وجاء ذلك في تسجيل صوتي منسوب لأحمد هارون، آخر رئيس مكلف لحزب البشير (المؤتمر الوطني) عند عزله في أبريل/ نيسان 2019، قال فيه إنه "يتحدث نيابة عن قادة الحزب المعتقلين"، من دون ذكر أسمائهم.
وأضاف هارون، في التسجيل الذي نشرته وسائل إعلام محلية، أن "قادة المؤتمر الوطني المسجونين خرجوا بعد تدهور حالة سجن كوبر من انعدام الماء والخبر وانقطاع الكهرباء".
وأردف: "بسبب انشغال الدولة وأجهزتها وخلو السجن من السجناء انتقلنا نحن ومعنا قوة بسيطة من حرس السجن إلى مكان آخر".
صراع محموم في #السودان على النفوذ والثروات.. من أبرز الدول؟ ولماذا تسعى لبسط نفوذها على البلاد؟ @AnaAlarabytv pic.twitter.com/NfEsJ2pmDC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 25, 2023
وتابع: "بناء على الظرف الحالي قررنا حماية أنفسنا بأنفسنا وجاهزون للمثول أمام السلطة القضائية متى تمكنت من ممارسة سلطاتها إيمانًا منّا بسلامة موقفنا".
ودعا هارون، الشعب وأعضاء حزبه المنحل، إلى "المشاركة في دعم الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع".
الجيش السوداني يعلق على فرار قيادات سابقة من السجون
وفي المواقف، أعلن الجيش السوداني فجر اليوم الأربعاء، عدم وجود أي مصلحة له في خروج النزلاء من السجون، كما نفى وجود علاقة له بحزب المؤتمر الوطني.
وجاء بيان الجيش ردًا على اتهام قوات الدعم السريع لقادته بـ"وضع الخطط لإشعال الحرب كغطاء لخلق مبررات أمنية لإخراج قيادات النظام السابق".
وأوضح الجيش أن "سلطة إدارة سجون البلاد والإشراف عليها هي خارج نطاق اختصاصاتنا، وتقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية".
من جانبها، اعتبرت قوى الحرية والتغيير، أن "خروج مجرمي النظام السابق من سجن كوبر يؤكد أن النظام البائد هو من يقف خلف الحرب الدائرة في البلاد".
خروج السجناء "يعقّد" المشهد السوداني
وفي السياق، رأى الباحث السياسي السوداني، مبارك عبد الله، أن "خروج سجناء النظام السابق من الصف الأول يعقد المشهد السوداني ويعطي زخمًا لعودة أزلام هذا النظام بقوة للاستفادة من الفوضى العارمة التي تشهدها الخرطوم".
وأضاف في حديث إلى "العربي" من مدينة نانت الفرنسية، أن "هناك كتائب ومجموعات من النظام السابق داخل الجيش سهلت خروج هؤلاء ولا سيما في ظل استمرار الصراع".
وتابع: "داخل مؤسسة الجيش هناك جنرالات يحاولون عرقلة الفترة الانتقالية ومهدوا لذلك بمن فيهم البرهان، ولذلك أتوقع ظهور اصطفافات جديدة في المشهد السياسي".