الأحد 17 نوفمبر / November 2024

هدن هشّة وآفاق ملبّدة.. هل تنجح الضغوط الدولية في وقف القتال؟

هدن هشّة وآفاق ملبّدة.. هل تنجح الضغوط الدولية في وقف القتال؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" تطورات المشهد العسكري والسياسي في السودان في ظل استمرار خرق الهدنة (الصورة: غيتي)
ما فرص نجاح الوساطات الإقليمية والدولية، لا سيما الجهود الأميركية، للضغط على طرفي القتال في السودان في بلورة وقف دائم لإطلاق النار؟

لا يكاد طرفا الصراع في السودان يخرجان من هدنة هشّة، حتى يسارعان إلى إعلان هدنة جديدة ما تلبث هي الأخرى أن تفشل بفعل خرق لوقف إطلاق النار هنا وهناك.

واقع مرير يضيف عبئًا على كاهل السودانيين، ويزيد مخاوفهم بشأن واقع الحال ومستقبل البلاد. فالهدن الهشّة قد تكون أحد المؤشرات على استمرار الاقتتال مدة طويلة، معطوف عليها مؤشر آخر أشدّ خطورة يتمثّل في عمليات واسعة لإجلاء الأجانب من السودان.

وبناء على ما سبق، يتساءل السودانيون إن كانوا سيُتركون وحدهم في نيران صراع محتدم بين العسكر على السلطة، لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

دور الولايات المتحدة

ويغذّي هذه المخاوف فشل الوساطات المحلية والإقليمية والدولية حتى الآن في إقناع طرفي النزاع بوقف إطلاق النار أو على الأقل بتطبيق هدنة معلنة.

كما يغذّي هذه المخاوف واقع ارتباط العسكر بأطراف وعوامل إقليمية ودولية لها تداخلاتها وانعكاساتها على المشهد.

لكن في المقابل، يرى فريق آخر قليلًا من الضوء في عتمة الأزمة ووسط دخان المعارك. ويشير هؤلاء إلى وجود بعض البوادر على بدء أطراف دولية بممارسة ضغوط كبيرة وجادّة على طرفي النزاع لوقف القتال.

وتبرز هنا الولايات المتحدة لاعبًا أساسيًا، ويبدو ذلك واضحًا من خلال اتصالاتها وتحرّكاتها الدبلوماسية المكثّفة التي نجحت في الوصول إلى هدنة الأيام الثلاثة الحالية رغم هشاشتها.

وفي هذا السياق، يقول منسّق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إنّ واشنطن ستنظر في عدد من الأدوات والخيارات لإجبار الطرفين المتصارعين على وقف القتال.

فهل تكون الهدن الهشّة وعمليات إجلاء الأجانب مؤشرًا على استمرار القتال مدة طويلة؟ وما هي فرص نجاح الوساطات الإقليمية والدولية للضغط على طرفي القتال، لا سيما الجهود الأميركية، في بلورة وقف دائم لإطلاق النار؟

الحالة السودانية معقّدة

وأمل ريتشارد تشاشدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أنّ يؤدي انخراط الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية والدولية لوقف القتال، في خفض وتيرة القتال ولو مؤقتًا.

وقال تشاشدي في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ القتال اندلع بداية حول مشروع الاتفاق الإطاري لتقاسم السلطة، إلا أنّ الحالة السودانية معقّدة نظرًا إلى أنّ طرفي النزاع قد خدما في السابق في المجلس الانتقالي، إضافة إلى انخراط مجموعة "فاغنر" الروسية في القتال.

"السعودية على مسافة واحدة"

بدوره، أشار أحمد الشهري الباحث في العلاقات الدولية، إلى أنّ السعودية كانت الدولة الأولى التي أجرت اتصالات مع طرفي الصراع لوقف القتال والتوجّه إلى المفاوضات.

وقال الشهري، في حديث إلى "العربي" من الرياض: إنّ السعودية قامت بجهود جبّارة في إجلاء الرعايا السعوديين والأجانب، مؤكدًا أن السفير السعودي في الخرطوم لا يزال يبذل جهودًا مضنية لإقناع طرفي الصراع في التفاوض، من منطلق ألا منتصر في هذا القتال.

وشدّد على أن الرياض تقف على مسافة واحدة من طرفي الصراع، بدليل قدرتها على إجلاء الرعايا من الخرطوم إلى ميناء بورتسودان من دون تعرّض مواكب الرعايا لأي ضرر.

"الهدنة بارقة أمل"

من جهته، شرح الدكتور بكري الجاك المدني، أستاذ الهندسة العامة والإدارة العامة في جامعة لونغ آيلند، أنّ هناك بارقة أمل في هذه الهدنة، كونها أفضل من سابقاتها وإن لم تكن هدنة بالمعنى الحقيقي.

وأسف المدني، في حديث إلى "العربي" من نيويورك، لأن الهدنة تعطي فرصة لطرفي الصراع للاستراحة من دون أن تحدث فرقًا في حياة المواطنين السودانيين، الذين لا يستطيعون الخروج من المناطق المحاصرين فيها في الخرطوم.

وفي الوقت نفسه، شكّك في إمكانية الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم والدخول في عملية سياسية يُمكن أن تُنهي هذه الأزمة، من منطلق أن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى يقين بأنهما لن يستطيعا تغيير المعادلة على الأرض.

ورأى أن قبول الطرفين بالهدنة هو أمر تكتيكي بانتظار تحقيق مكاسب على الأرض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close